السيد رئيس التحرير تحية طيبة وبعد، طالب الكاتب عرفان نظام الدين في زاويته "من الحياة" في العدد رقم 12896، بتاريخ 25 حزيران يونيو الماضي، بأن يتحرك العرب للخروج من وضعهم المأسوي على المستوى الشعبي والنقابي والنيابي. وكأن العرب يتمتعون بالتمثيل النيابي والاختيار النقابي وحرية التعبير الشعبي؟ فمن منطلق "فاقد الشيء لا يعطيه"، فإن التحرك الشعبي الوحيد المباح هو رفع صور القادة والزعماء في المباريات الرياضية، فإن تظاهر في بلدان أخرى شجباً لعدوان دولة أجنبية على دولة عربية اتهم بموالاة نظام تلك الدولة لا نصرة شعبها، فحتى البلدان التي شكل فيها التظاهر الشعبي ظاهرة نسبية سنت القوانين لمنعها. أما تلك الشعوب التي ترزح تحت أنظمة "تقديس" القادة الملهمين سواء كانت تقليدية أو ثورية أو حزبية فمن الظلم مطالبتها بالمكرمات، وهي تعيش على المكرمات. أما على المستوى النقابي، فغني عن التعريف أن الكثير ان لم يكن الغالب من البلدان العربية لم تنضج شعوبها لمنحها حق التمثيل النقابي. فإن نضج بعضها فمن غير المسموح خروجه عن الخط السلطوي أو الرسمي .... وأما على المستوى النيابي، فإن معظم التمثيل النيابي في البلدان العربية باختلاف مسمياته البرلمانية والشورية لا يتعدى بصورته الواقعية كونه مجالس موظفين تختارهم السلطة إما بالتعيين المباشر أو بالتأثير المباشر، يحال له ما تختاره السلطة من أمور لمناقشتها لا يتعدى معظمها مناسيب المياه في الآبار، أو التصديق على قوانين أعالي البحار. فلا حاجة للتعريف بأن "الاناء ينضح بما فيه" فكيف يطلب "التحرك" من برلمانات ونقابات معدومة وشعوب محرومة؟ ف "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".