طهران - أ ف ب، رويترز - ندد الرئيس الايراني محمد خاتمي أمس الاربعاء بالموقف العدائي "المستمر" للولايات المتحدة. لكنه جدد دعوته للتصالح مع الشعب الأميركي. وصدر موقفه في ذكرى احتلال طلاب إيرانيين سفارة الولاياتالمتحدة في طهران عام 1979. وصرح مسؤول إيراني كبير أمس بأن إيران حددت اربعة شروط لاجراء حوار مع الولاياتالمتحدة بينها "اعتذار رسمي" من الرئيس بيل كلينتون على السياسة الاميركية المعادية لنظام طهران. وقال امين "مجلس تشخيص مصلحة النظام" الجنرال محسن رضائي ان طهران تطالب أيضاً ب "انسحاب القوات البحرية الاميركية من الخليج" وتعهد الولاياتالمتحدة "عدم التدخل في شؤون ايران الداخلية". واضاف رضائي، القائد السابق للحرس الثوري الايراني، مخاطباً متظاهرين في ذكرى احتلال السفارة الأميركية: "عندما يستجيب الاميركيون لهذه الشروط يمكننا عندها الحديث عن حوار معهم". خطاب خاتمي ونقلت الاذاعة الإيرانية عن خاتمي قوله امس في خطاب القاه امام مئات الطالبات في مدرسة للبنات في طهران، ان "السياسة العدائية للولايات المتحدة مستمرة". وانتقد بدء بث برامج اذاعة اوروبا الحرة/ اذاعة الحرية في اتجاه ايران والعراق. وقال ان "اطلاق هذه الاذاعة عمل يمس بالنظام الاسلامي وباستقلالنا". وكانت ايران استدعت الثلثاء سفيرها في براغ وقررت خفض علاقاتها الاقتصادية مع جمهورية تشيكيا احتجاجاً على بث برامج "اذاعة الحرية". وتؤكد ايران ان برنامج هذه الاذاعة الاميركية باللغة الفارسية يندرج في اطار حملة دعائية ترمي الى "زعزعة استقرار النظام الاسلامي". وأعرب خاتمي عن اسفه "لئلا يكون تغيير لهجة القادة الاميركيين ازاء ايران منذ عام قد ترجم اعمالاً ملموسة". واضاف: "لا نرى اي بادرة حسية وان الموقف العدائي والتشهير الاميركي ازاء ايران مستمران". وتابع انه كان على الاميركيين "التحرك وليس الاكتفاء بتغيير اللهجة تحت ضغط الرأي العام". ودافع خاتمي عن عملية احتلال السفارة الاميركية في طهران في الرابع من تشرين الثاني نوفمبر 1979 واعتبر ان "هذا الاحتلال كان عفوياً وشعبياً". وقال: "كان يجب ان يكون هذا الحدث منعطفاً للسياسة الاميركية ويسمح للقادة الاميركيين بالعودة عن مواقفهم وتقديم اعتذارات الى الشعبين الايراني والاميركي". واعتبر ان ما حدث احتلال السفارة "لم يكن قتالا ضد الشعب الاميركي وانما ضد السياسات المعادية لايران". وانتقد خاتمي معارضة الولاياتالمتحدة لنقل ايران لنفط بحر قزوين، معتبراً ان ذلك "دلالة اخرى على العدائية". وقال: "في حين يعد الخط الايراني الاكثر ربحاً من الناحية الاقتصادية والاقل تهديداً للبيئة، فان الولاياتالمتحدة ترفضه وان كان ذلك على حساب مصالح شعوب المنطقة واوروبا". وكانت الولاياتالمتحدة اكدت أخيراً دعمها لبناء خط انابيب بين باكو ومرفأ جيهان التركي على البحر المتوسط لنقل النفط من بحر قزوين الى الاسواق العالمية. واعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الاسواق العالمية ستيوارت ايزنستات ان "خط باكو - جيهان هو الأفضل اذا ما اخذنا في الاعتبار العوامل الاقتصادية والبيئية". وترفض ايران وبعض الشركات النفطية الاميركية مشروع خط انابيب باكو - جيهان عبر البحر الاسود وتفضل مشروعاً يقضي باستخدام خط اقصر واقل كلفة لا يمر عبر الاراضي التركية. ولاحظت وكالة "رويترز" ان تصريحات خاتمي، في خصوص هجومه على الادارة الاميركية وليس على الشعب الأميركي، تتناقض مع الاحتفال الرسمي امس بذكرى اقتحام طلبة متشددين السفارة الاميركية والسيطرة عليها عام 1979، إذ تعالت، في الاحتفال، الهتافات المضادة للولايات المتحدة، كما احرق العلم الاميركي. وأضافت الوكالة ان تصريحاته تتناقض ايضاً مع تصريحات الزعيم الروحي الايراني آية الله علي خامنئي الذي قال أول من أمس إنه يتحتم على الشعب الايراني ان يقول "لا" للولايات المتحدة. ذكرى السفارة ونقلت حافلات امس التلاميذ الى قلب طهران للاحتفال بذكرى احتلال سفارة اميركا. ارتدى بعض التلاميذ الزي العسكري، بينما ربط بعضهم عصابات رأس خضراء كتب عليها "الله اكبر". وجاء في بيان رسمي صادر عن الاحتفال ب "اليوم الوطني لمواجهة الغطرسة العالمية"، ان "الامة الايرانية لا تزال تعتبر الحكومة الاميركية المتغطرسة عدوها الاول". وردد محتجون "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل" ثم احرقوا العلم الأميركي. ونظمت مسيرات مماثلة في عدد من المدن الايرانية كان اضخمها، بحسب الاذاعة الايرانية، في مدينة قم.