أعلنت شركة "ساكس" للثياب الفاخرة الأميركية وشركة "بروفيت"، احدى منافسيها الرئيسيين، موافقتهما على الاندماج في واحدة من أكبر الصفقات بين سلسلتي متاجر للتجزئة في الولاياتالمتحدة. وكشف مصرف "انفستكورب" الذي يمتلك الحصة الأكبر في شركة "ساكس فيفث أفنيو" ان اختيار "بروفيت" للاندماج مع "ساكس" جاء بعد درس عروض عدة تقدمت بها شركات أميركية وغيرها. وقُدر حجم الصفقة الاجمالي بنحو ثلاثة بلايين دولار. وقال عضو الادارة التنفيذية لمصرف "انفستكورب" السيد يوسف أبو خضرا ل "الحياة" ان العملية تهدف الى تمكين "ساكس"، ومقرها في نيويورك، من مواجهة المنافسة الشديدة في سوق الثياب الفاخرة في الولاياتالمتحدة وتحقيق معدلات نمو مرضية بعد فترة الركود الاقتصادي التي مرت بها الولاياتالمتحدة مطلع التسعينات. وحول تفاصيل الصفقة، أشار الى أن المنافسة انحصرت أخيراً بين شركة "بروفيت" وشركة كندية، واختيرت "بروفيت" لأن عرضها كان الأفضل وتتمتع بسمعة كبيرة في السوق الأميركية. وذكر انه بموجب الصفقة التي من المنتظر ان توافق عليها السلطات الأميركية خلال شهرين، تم تقويم سهم شركة "ساكس" بنسبة 0.82 في المئة من قيمة سهم شركة "بروفيت"، وتم اصدار 64 مليون سهم من قبل "ساكس" بقيمة 33.4 دولار للسهم على أساس ان سعر سهم شركة "بروفيت" وصل عند الاغلاق في نيويورك الخميس الماضي الى 40.7 دولار، ما يعني ان القيمة الاجمالية للاسهم الصادرة بلغت 2.13 بليون دولار، تضاف اليها حوالى 900 مليون دولار قيمة ديون "ساكس" تحملتها شركة "بروفيت" بموجب صفقة الاندماج. وقال أبو خضرا ان بعد الاعلان عن نية الشركتين الاندماج في 25 حزيران يونيو الماضي ارتفع سعر سهم "ساكس" من 22 دولاراً الى 33.4 دولار. وتوقع ان يحافظ السعر على مستواه في هذه الفترة، قبل ان يتابع ارتفاعه في الفترة المقبلة. وعن فوائد الاندماج، ذكر ان العملية ستؤدي الى انخفاض المصاريف بنحو 40 - 60 مليون دولار سنوياً وتحسن الأداء في المبيعات والتشغيل وتوسيع السوق. اذ ان الشركتين تكملان بعضهما بعضاً من جهة الأسواق وطبيعة البضائع المتداولة. وأفاد ان هذه العملية شهدت ولادة شركة عملاقة أطلق عليها اسم شركة "ساكس انك" تمتلك 330 متجراً للثياب الفاخرة في 38 ولاية أميركية باجمالي مبيعات يبلغ ستة بلايين دولار. وأوضح ان اختيار شركة "بروفيت" من قبل مجلس ادارة "ساكس" جاء كذلك بناء على الانجازات الضخمة التي حققتها الشركة خلال فترة قصيرة. اذ انها أصبحت الآن رابع أكبر شركة متاجر تجزئة في الولاياتالمتحدة، بعدما كانت تمتلك خمسة متاجر فقط عام 1978 باجمالي مبيعات بلغ 40 مليون دولار، وهي تمتلك الآن 237 متجراً باجمالي مبيعات يناهز 3.5 بليون دولار. وأفاد ان "ساكس" و"بروفيت" وتوابعهما ستكون تابعة للشركة الجديدة. ويمتلك مصرف انفستكورب 5 في المئة من الشركة الجديدة وسيتمثل بثلاثة أعضاء في مجلس الادارة. وحول الظروف التي أدت الى الانفراج، قال أبو خضرا ان شركة "ساكس فيفث أفنيو" شهدت انخفاضاً في أعمالها بين 1990 و1992 بسبب الركود الحاد في الاقتصاد الأميركي، ما أثر سلباً على ربحيتها ودفع ادارتها الى اتخاذ اجراءات لاعادة هيكلتها لجهة رأس المال الذي أضيف اليه 300 مليون دولار اضافة الى تحديد الأسواق ونوعية البضاعة وطبيعة تواصل متاجرها في السوق الأميركية. وأضاف ان مبيعات الشركة شهدت بين عامي 1994 و1996 تحسناً كبيراً بسبب انتعاش الاقتصاد الأميركي ما دفع بمصرف "انفستكورب" الى طرح أسهم بسعر 25 دولاراً للسهم بقيمة اجمالية بلغت 400 مليون دولار بهدف خفض ديون الشركة. وفي نهاية العام تم طرح 9.2 مليون سهم جديد بقيمة 315 مليون دولار، وزعت على المساهمين والمستثمرين بالتناسب ما أدى الى انخفاض نسبة ملكية المصرف في الشركة من 100 في المئة الى 53 في المئة. وذكر ان الشركة اضطرت خلال الفترة الأخيرة الى التفكير في افتتاح متاجر جديدة وتحسين تلك القائمة لمواجهة المنافسة، وتم بالفعل شراء ستة متاجر في ولاية كاليفورنيا وتوسيع متاجر أخرى، مشيراً الى أن مجلس ادارة "ساكس" بدأ بعدها في مناقشة الوسائل لتأمين السيولة اللازمة للاستمرار في عملية التطوير حتى توصل في شكل مستقل الى قرار الاندماج. يذكر ان "انفستكورب" ومقره في البحرين، اشترى شركة "ساكس فيفث أفنيو" عام 1990 ب 1.6 بليون دولار شملت رأس مالها وقدره 600 مليون دولار وديوناً بمبلغ بليون دولار. وارتفع اجمالي مبيعات الشركة من 1.68 بليون دولار عام 1995 إلى 1.94 بليون دولار عام 1996 و2.19 بليون دولار عام 1997، في حين عانت من خسارة بلغت 58 مليون دولار عام 1995 وحققت ربحاً بلغ 37 مليون دولار قبل حسم الضريبة عام 1996 و95 مليون دولار العام الماضي. ويعد مصرف "انفستكورب" من أكبر المصارف الخاصة في منطقة الخليج. وبلغت أرباحه الصافية 108.6 مليون دولار عام 1997 وموجوداته 1.9 بليون دولار. ووصلت حقوق المساهمين الى 591.1 مليون دولار.