استأنف وزير شؤون المهجرين وليد جنبلاط هجومه على رئيس الحكومة رفيق الحريري، وذلك في اليوم الثاني والأخير من مؤتمر المهجرين الذي عقد في بيت الدين في حضور رئيس حزب الكتائب جورج سعادة الذي يشارك حزبه في تنظيم المؤتمر، ونواب منطقة الجبل والشوف، وفعاليات حزبية وسياسية. وقال جنبلاط في مداخلة أثناء المناقشات "ان الصندوق المركزي للمهجرين قد فتح على حسابه لمزيد من الهدر والفوضى وبعض الاستفادة السياسية الرخيصة، على حساب القضية العامة للمهجرين، الأمر الذي يدفعنا للمطالبة بالغاء الصندوق لحساب الوزارة". وألقى سعادة كلمة أثنى فيها على كلمة جنبلاط الافتتاحية خصوصاً لجهة "العوائق التي تقام تعمداً بوجه عملية العودة"، وقال "ان المسيحيين ضرورة في الجبل تماماً كالدروز، وحيث تعذرت عودة المسيحيين الى الآن، تعذرت معها النهضة العمرانية التي لا تقوم الا على هذه الثنائية مجتمعة"، وأضاف "ان الثقة بين العائد والمقيم هي الأساس ومن دونها تغدو العودة عنواناً بلا مضمون"، ورأى انه "إذا لم يعد المهجر اليوم سيهاجر المقيم غداً". كما ألقى النائب وديع عقل كلمة اعتبر فيها "ان المآثر التي حققتها الدولة والحكومات المتعاقبة منذ الطائف حتى اليوم أتت بالنتائج التالية: هجوم هائل لإخلاء بيروت من المهجرين دون غيرها من المناطق، وصدور القرار اللعين رقم 181 الذي سوّى بين المهجر والمحتل، ومنع تحويل صندوق المهجرين من موارد ثابتة". وتليت في المؤتمر أوراق للمنظمات الشبابية ومدير عام مؤسسة الاسكان انطوان شمعون، ولنقيب المهندسين عاصم سلام، وتليت في نهاية المؤتمر توصيات أهمها المطالبة بإخضاع الصندوق الوطني للمهجرين لوصاية وزارة شؤون المهجرين والاصرار على توفير التمويل الثابت والمستمر للعودة. والغاء القرار 181 الصادر عن مجلس الوزراء عام 1996 والذي يسوّي المهجر بالمحتل، والاسراع بإنشاء المجلس الوطني للمهجرين، وايلاء المصالحات أقصى درجة من الرعاية والاهتمام والاهتمام واستكمالها في أفضل ظروف ممكنة، والاهتمام الخاص برعاية الشباب المهجر ووضع خطة تنموية اقتصادية اجتماعية شاملة لمناطق العودة، وتفعيل دور وزارات الخدمات والبنى التحتية ومنح الأولوية لمناطق العودة ووضع خطة لحل مشكلة الاسكان وتعزيز المدرسة الرسمية وتوفير الخدمات الصحية في مناطق العودة، وانشاء مؤسسة وطنية لرعاية معوقي الحرب والجرحى وأسر الشهداء. ولاقت كلمة الوزير جنبلاط ردود فعل وزارية ونيابية. ورأى وزير النقل عمر مسقاوي ان كلامه جاء نشازاً في امر يحتاج الى تناغم وطني بنيت عليه زعامة المغفور له كمال جنبلاط"، ودعا جنبلاط الى "عدم التحدث بلغة صفراء مستمدة من كتب صفراء عاجزة عن رؤية المستقبل وتسعى الى تبديد وحدة الوطن الاجتماعية كي يحافظ على الزعامة التي ورثها". وتمنى وزير الثقافة فوزي حبيش "ان تُحل مواضيع الحكومة داخل مجلس الوزراء"، مشيراً الى أن "النظام الديموقراطي يخول لأي كان أن يتكلم بحرية". واعتبر النائب شاكر أبو سليمان ان كلام جنبلاط "يؤخر عودة المهجرين". وسأل النائب انطوان اندراوس "لماذا هناك قرى ما زالت ممنوعة على أهلها رغم مرور ست سنوات على السلم الأهلي"، وأبدى "استعداده لفتح ملف الهدر". ووصف النائب أحمد فتفت كلام جنبلاط بأن فيه "الكثير من المزايدات"، وأكد ان المطلوب "موقف وطني مسؤول". وسأل النائب وجيه البعريني "الى متى ستظل المصالح الشخصية والحزازات تطغى على الخطاب السياسي لبعض زعامات هذا الوطن".