تعهد الرئيس زين العابدين بن علي "عدم استبدال حزب الحركة الوطنية" في اشارة الى الترابط بين "التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم والحزب الاشتراكي الدستوري المنبثق منه.. وأكد ان "التجمع قادر دائماً على التحول والتطور بعدما خلّصناه من العوائق التي كانت تكبل مسيرته وجددنا هيكليته وخطابه السياسي". وأكد الرئيس التونسي في خطاب امس، لدى افتتاح المؤتمر الثالث لپ"التجمع" ان شعار الامتياز الذي وضع المؤتمر في اطاره "يعكس تطلعاتنا مع مطلع الألفية الثالثة"، ويشكل فرصة لتعميق النظر في التحديات والاستحقاقات المقبلة. وحضر المؤتمر الذي عقد في قصر المعارض في ضاحية الكرم شمال العاصمة تونس اكثر من ألفي مندوب، بمعدل مندوب عن كل ألف عضو، ما يظهر ان الحزب يضم مليونين وستة آلاف محازب. وقال بن علي، في اشارة الى الدعوات التي ظهرت في المؤتمر الأول لتكريس القطيعة مع "الحزب الاشتراكي الدستوري" وانشاء حزب جديد: "انتم تذكرون ما دار آنذاك من جدل حسمناه بايمان راسخ وادراك عميق بأن حزب الحركة الوطنية العريق بآرائه وكفاحه، لا يستبدل". وقال ان هذا الحزب "تفاعل مع التغيير وفتح فضاءاته للكفاءات والطاقات الجديدة"، مشدداً على انه "حرص على الارتقاء بالحزب في جميع المستويات ليكون حزباً عصرياً مواكباً للتطور في خطابه وهكيلته وتنظيمه واساليب عمله". وحض على ايلاء الاسرة "مكانة جوهرية"، محذراً من "اخطار الغربة الثقافية والتغريب الاجتماعي التي تبدأ من الاسرة". وذكر ان تونس منحت البعد الاجتماعي "مكانة مميزة" في العمل التنموي وتجاوزت "الرؤية التقليدية للمؤسسات المالية الدولية والنظرة الليبيرالية المطلقة التي تقتصر على اعتبار البعد الاجتماعي والبشري للتنمية مجرد رديف للبعد الاقتصادي". وفي هذا السياق، اعتبر ان قضية التشغيل ينبغي ان تكون "قضية الجميع". وحض "التجمع" على المساهمة في "صوغ الحلول ووضع التصورات ومتابعة الانجاز وحشد القوى والطاقات حولها في جميع المستويات". وشدد الرئيس التونسي الذي كان يتحدث امام وفود تمثل ثلاثة وعشرين حزباً عربياً وخمسين حزباً اجنبياً على ضرورة تعزيز العلاقات مع الاحزاب على الصعيد العربي والاسلامي والمتوسطي والافريقي. وبعدما كرر اعلان الدعم للشعب الفلسطيني، شدد على ان تونس ماضية "الى جانب اشقائها في الاتحاد المغاربي للتقدم بمسيرة الاتحاد وتجاوز الصعوبات التي يمر فيها لاستكمال مراحل بنائه على نحو يستجيب لتطلعات شعوبنا". وتحدث في الجلسة الافتتاحية رؤساء الاحزاب الاربعة الممثلة في البرلمان فيما لم توجه الدعوة لحزبين آخرين مرخصين. كذلك تداول على الكلام رؤساء التنظيمات الشعبية الاربعة العمال ورجال الاعمال والمزارعون والمرأة. ولوحظ ان رئيسة اتحاد المرأة فايزة الكافي حضت في كلمة القتها بكثير من الحماسة وتجاوبت معها السيدات اللواتي شكلن 20 في المئة من اعضاء المؤتمر على زيادة حصة السيدات في الهيئات القيادية ل "التجمع" حيث تشغل سيدة مقعداً في مكتبه السياسي. وبرز بين رؤساء الوفود المغاربية نائب الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية المغربي السيد محمد اليازغي الذي شدد في كلمته على القواسم المشتركة بين "التجمع" و"الاتحاد". وشكلت كلمة اليازغي الذي يتولى حقيبة تهيئة التراب والبيئة والتجهيز والاسكان في الحكومة الائتلافية التي يقودها عبدالرحمن اليوسفي طياً لصفحة التباعد بين الحزبين اللذين شهدت علاقاتهما "خضات" في السنوات الاخيرة ألقت ظلالاً كثيفة على العلاقات بين البلدين بددتها زيارة اليوسفي لتونس في وقت سابق من الشهر الجاري. وحض اليازغي الذي لقيت كلمته تجاوباً حاراً من الرئيس بن علي على ان يكون "التجمع" و"الاتحاد" في مقدم العاملين على تنشيط البناء المغاربي "كونه خياراً استراتيجياً للبلدان الخمسة حتى نضمن مكاننا في ظل العولمة والشراكة مع الاتحاد الاوروبي". وثبت المؤتمر في جلسته الاولى رؤساء اللجان التحضيرية على رأس لجان المؤتمر، وهم الامين العام السيد عبدالعزيز بن ضياء على رأس لجنة الشؤون السياسية ووزير الداخلية السيد علي الشاوش على رأس لجنة الشؤون الاقتصادية ووزير الدفاع السيد حبيب بن يحيى على رأس لجنة الشباب ووزير العدل السيد عبدالله القلال على رأس لجنة التربية ومدير مكتب الرئيس السيد محمد جغام على رأس لجنة الشؤون الاجتماعية ورئيس مجلس النواب السيد فؤاد المبزع على رأس لجنة الثقافة والاعلام وناطقاً رسمياً باسم المؤتمر ووزيرة المرأة السيدة نزيهة زرّوق على رأس لجنة المرأة والاسرة، مما اعتبره المراقبون مؤشراً على تجديد المؤتمر ثقته فيهم وترشيحهم للبقاء في المكتب السياسي. ولوحظ حضور وجوه قيادية سابقة الجلسة الافتتاحية امس كضيوف، وفي مقدمهم الوزيران الاولان السابقان الهادي البكوش ورشيد صفر ووزير الخارجية السابق الباجي قائد السبسي والامين العام السابق للجامعة العربية السيد الشاذلي القليبي.