موسكو - أ ف ب - ينتمي فلاديمير بوتين الذي عين مساء السبت رئيسا لاجهزة الاستخبارات الروسية اف اس بي كي جي بي سابقا الى جيل جديد من الادمغة الروسية وفدت على العاصمة من سان بطرسبورغ مقتفية آثار اناتولي تشوبايس. ويجمع بوتين 45 عاماً والمعروف بحدة ذكائه ميزات خبرته التقليدية في جهاز "كيه جيه بي" السابق الى الحيلة وسرعة الحركة الضروريتين في روسيا الحديثة. وحقق هذا الرجل الطموح، الذي لا يبتسم الا نادرا، بنجاح حياة مهنية بدت غريبة ولا تزال تخيم عليها ظلال كثيرة. ولد فلاديمير بوتين في مدينة لينينغراد التي سميت مجددا سان بطرسبورغ في السابع من تشرين الاول اكتوبر 1952 وتخرج من جامعة الحقوق الشهيرة في ثاني مدينة روسية، ما فتح له ابواب اجهزة الاستخبارات السوفياتية التي دخلها في 1975. مهمة في المانيا ولم تتأخر أجهزة الاستخبارات في ارساله الى المانيا في مهمة طويلة ما زال بوتين بصفته مهنياً جيداً يتكتم عليها. وخلال الثمانينات عين اثر عودته من المانيا في منصب عميد الجامعة الذي اعتبره كثيرون منصبا شكليا للتغطية قبل ان يصبح مستشارا لرئيس السوفيات البرلمان في لينينغراد. بعد الانهيار وعندما انقلبت الاوضاع وانهار الاتحاد السوفياتي في 1991 لم يتردد بوتين في التكيف والقيام بالنشاطات الاكثر رواجا. وانتقى لنفسه منصبا في بلدية سان بطرسبورغ الى جانب رئيس البلدية الليبيرالي ذي الشعبية الكبيرة اناتولي سوبتشاك، وتمكن خلال بضعة اشهر من ان يكون قريبا من تشوبايس، أب الخصخصة الروسية الذي يعتبر اليوم مرجعا في الاقتصاد. وبفضل المعلومات التي الم بها في الدول الغربية تمكن من شغل احد المناصب الحساسة، وهو منصب رئيس قسم العلاقات الخارجية في المدينة التي هبت عليها رياح الليبيرالية ونجحت في جلب المستثمرين الاجانب. وفي فترة وجيزة جدا اصبح الرجل الاشقر ذو النظرة الثاقبة اساسيا بالنسبة لكل رجال الاعمال الذين لديهم مصلحة في سان بطرسبورغ الى حد ان اناتولي سوبتشاك الذي يولي اهتماما اكثر للعلاقات العامة منه للادارة عينه مساعدا اول له. رجل اعمال ولكن وبعد هزيمة سوبتشاك في الانتخابات البلدية في حزيران يونيو 1996 اختفى بوتين، الذي كان محل خشية بسبب ماضيه في الاستخبارات وتظاهره بمعرفة كل ما يجري، من سان بطرسبورغ ليلتقي بزملائه وبينهم وزيرة الثقافة ناتاليا ديمينتيافا ونائب رئيس المالية اليكسي كودرين في موسكو. الادارة الرئاسية وانضم هناك مباشرة الى الادارة الرئاسية وبالتحديد الى قسم ادارة الممتلكات. وتسارعت الاحداث بعد ذلك فعين في آذار مارس 1997 على رأس قسم مراقبة تطبيق القرارات الرئاسية فيما كان يشغل في الوقت نفسه منصب نائب ثم نائب اول في أيار/ مايو لرئيس الادارة الرئاسية. وعاد الجاسوس السابق رسميا الى عمله الاول بعدما عينه الرئيس الروسي رئيسا لجهاز الاستخبارات خلفا لنيكولاي كوفاليف الذي صرف السبت بقرار يلتسن لاسباب ما زالت مجهولة.