نيودلهي - رويترز - قبل اجتماعه مع نظيره الباكستاني نواز شريف في العام الماضي قال رئيس الوزراء الهندي السابق اندر كومار غوجرال انه يأمل في أن يضيف الاجتماع "علامة جديدة على طريقنا المشترك للوصول الى هدفنا في التعاون وعلاقات حسن الجوار". لكن الايام أثبتت أن هذه الامال لم تكن في محلها. وعلى رغم ان الاجتماع الذي عقد على هامش قمة رابطة جنوب آسيا للتعاون الاقليمي كان الاول بين زعيمي البلدين الغريمين منذ اربعة اعوام فإن "علاقات حسن الجوار" التي تحدث عنها غوجرال بقيت بعيدة المنال. ومنذ ذلك الحين تعثرت محادثات السلام بسبب الخلافات على كشمير، ثم جاءت التجارب النووية التي أجراها البلدان في أيار مايو الماضي لتثير مخاوف قديمة بشأن سباق التسلح. وعندما يجتمع اتال بيهاري فاجبايي خليفة غوجرال مع شريف على هامش قمة الرابطة في سريلانكا الأربعاء المقبل فإن افضل ما يمكن ان يتطلع اليه الجانبان هو ان يكون لقاؤهما ودياً. وقال مسؤول كبير في نيودلهي "من الافضل توخي الحذر اذ يجب النظر الى اي اجتماع في هذه اللحظة بتفاؤل حذر لانهما سيتحدثان عن المحادثات". ونقلت وكالة "برس تراست" الهندية الجمعة عن وزير الخارجية الباكستاني ايوب خان قوله انه لا يتوقع تحقيق تقدم. لكن تيري تايلور مساعد مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن قال انه لم يعد أمام البلدين إلا التحرك الى الامام بسبب الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية الغربية لدفعهما. وأضاف تايلور "اعتقد ان هناك ادراكا لضرورة أن يتحملا مسؤولية التحرك. انهما يريدان تهدئة المجتمع الدولي لاسباب عدة بما في ذلك الاسباب الاقتصادية". وعلى رغم توقف الحرب الكلامية التي اثارت التوتر بعد التفجيرات النووية فإن الخلاف لا يزال على أشده بين نيودلهيواسلام اباد، في شأن كيفية التعامل معا كقوتين نوويتين جارتين وكيفية تسوية قضية كشمير التي خاضا بسببها ثلاث حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا في عام 1947. وتصف باكستان قضية كشمير بأنها "السبب الجذري" للعداء بين البلدين. ولكن لم تظهر اي دلائل على تقديم اي من الجانبين تنازلات حتى الآن. وفي العام الماضي استؤنفت المحادثات بين وكلاء الخارجية في البلدين، الا انها انهارت في أيلول سبتمبر عندما اصرت باكستان على بحث قضية كشمير من خلال مجموعة عمل خاصة، فيما طلبت الهند ان يكون ذلك في اطار محادثات واسعة النطاق. وتقول اسلام اباد ايضا انه لا جدوى من الجهود الثنائية لحل النزاع في شأن كشمير، وان الوقت حان لقيام طرف ثالث بجهود وساطة فيما ترفض نيودلهي بصورة قاطعة اي تدخل خارجي في كشمير التي تسيطر على ثلثي مساحتها، وتصر على انها جزء من اراضيها. ومن دون احراز تقدم في الاجتماع الذي يعقد الاربعاء المقبل بين فاجبايي وشريف في شأن الخلافات الاساسية فان الحوار ستعترضه العقبات نفسها.