بطرسبورغ روسيا - أ ف ب - دعا الرئيس الروسي بوريس يلتسن أمس الجمعة عند بدء مراسم دفن رفات القيصر نقولا الثاني وعائلته في كاتدرائية القديسين بطرس وبولس في بطرسبورغ إلى "انهاء القرن الحالي الذي كان دمويا بالنسبة الى روسيا بالتوبة". وأضاف يلتسن بعد انحنائه أمام النعوش أن "الذكرى الثمانين لاعدام آخر القياصرة وأفراد عائلته يوم تاريخي". وتابع "أن أعواما طويلة من الصمت لازمت هذه الجريمة الوحشية. أنها الصفحات الأكثر عيبا في تاريخنا. أننا بأعادة دفن جثث هؤلاء الأبرياء نسعى الى دفع ثمن الخطيئة المروعة التي ارتكبت بقتلهم". وقال أن "الأمر يتعلق بالعدالة الأنسانية وبرمز وحدة الشعب ودفع ثمن أخطائه لأننا جميعا نتحمل المسؤولية. ويجب علينا القيام بواجباتنا باسم الأجيال الحالية والمستقبلية". وزاد أنني أنحني امام ضحايا هذه الجريمة البشعة. وختم قائلاً "لم يكن باستطاعتي إلا المشاركة. يجب ان اكون حاضرا كرجل وكرئيس". وأفاد مكتب المرشح الرئاسي الجنرال الكسندر ليبيد أن الأخير سيحضر مراسم الدفن أيضا. في غضون ذلك، أقام بطريرك موسكو وعموم الروسيا الكسي الثاني قداسا احتفاليا "موازيا" في المناسبة ذاتها في دير سيرغييف بوساد 70 كلم شمالي موسكو بحضور المطالب بعرش القيصر غيورغي. ويشكك جزء من الاوساط الدينية والاوساط الموالية للملكية في ان تكون هذه البقايا التي انتشلت العام 1991 في مقبرة جماعية من ايكاترينبورغ اورال حيث اعدمت عائلة القيصر ليل 16 - 17 تموز يوليو 1915، عائدة الى القيصر وعائلته. ودفع الجدل القائم حول صحة هذه البقايا بطريرك موسكو وعموم روسيا اليكسي الثاني الى رفض الدعوة للمشاركة في مراسم الدفن الأمر الذي سحب منها ضمانة معنوية كبيرة. وعلى رغم هذا الجدل لم تفتقر عودة نقولا الثاني الى العاصمة القيصرية سابقاً الى الابهة ومشاعر التأثر. فقد تجمع اكثر من ستين من افراد عائلة رومانوف الذين يقيمون جميعاً في الخارج، لهذه المناسبة والتقوا مجددا مع وطنهم الأم مع ان الكثير منهم لم يعد يتكلم لغة بلده. وركع كثيرون منهم راسمين شارة الصليب لدى مرور نعش القيصر في حين غلب بعضهم الآخر التأثر الكبير عندما بدأت الجوقات الدينية الروسية تراتيلها في كاتدرائية بطرس وبولس. وقال رئيس عائلة رومانوف نيكولاي رومانوفيتش "الآن يمكننا ان ننسى الماضي وأن ننظر الى المستقبل". وتفاوتت مشاعر المئات من سكان سانت بطرسبورغ الذين تجمعوا على طول الطريق لمشاهدة الموكب. وقالت فالنتينا فيكتوروفنا 68 عاماً "اترون هذه الجموع؟ الكل يشعر بالحزن وبالفرح ايضاً برؤية القيصر يعود الى مدينته". في المقابل يقول فيل فاسيليف وهو مؤرخ في الرابعة والستين من عمره "جئت من باب الفضول. هذه المراسم هي استعراض سياسي ليلتسن وأنا على ثقة بأن هذه البقايا ليست عائدة" الى القيصر وعائلته. وأظهرت مارينا تشورسانوفا وهي بائعة في الثامنة والعشرين من عمرها حماسة اكبر وهي تقول "خلال 70 عاماً من الحكم الشيوعي كان يمنع علينا كل شيء. لكن حتى لو كان يمنع علينا التحدث عن القيصر الا ان كل واحد منها كان يحبه في قلبه". ولا يهم ان كانت هذه الشابة تفسر التاريخ على هواها للتعبير عن فرحتها اذ من المعروف ان نقولا الثاني كان قيصراً غير محبوب لأنه اغرق البلاد في الفوضى وكان خاضعاً تماماً لسيطرة زوجته ولراسبوتين الكاهن اللغز.