استقبل العاهل الاردني الملك حسين امس رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز وسط تعتيم اعلامي، عشية لقاء الملك حسين زعيم المعارضة الاسرائيلية أيهود باراك في عمان اليوم. وصرح بيريز قبل اللقاء بان على الولاياتالمتحدة الا تتخلى عن الجهود التي تبذلها للتوصل الى تسوية في اطار عملية السلام. واعتبر ان "تراجع" واشنطن التي فشلت حتى الآن في حسم الخلافات على المرحلة الثانية من الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية، سيكون بمثابة ضربة موجهة للمنطقة، داعياً رئيس الوزراء الاسرائىلي بنيامين نتانياهو الى عدم استباق مفاوضات المرحلة النهائىة المتعلقة بمستقبل القدس. ونقلت وكالة "رويترز" عن بيريز قوله: "أعتقد ان علينا ان نمارس الضغوط على الاميركيين حتى لا يتركوا الشرق الاوسط"، مشيراً الى ان "الدور الاميركي هو في الاساس دور ايجابي واذا انسحب الاميركيون من الشرق الاوسط فلن تصبح المنطقة اكثر ثراء سياسياً او في وضع افضل". وقال بيريز: "سأبذل كل ما في وسعي لأُبقي الولاياتالمتحدة … في الشرق الاوسط لتلعب دورها كمهدئ ووسيط". واضاف عن علاقته مع العاهل الاردني: "نتحدث كاصدقاء. شواغله هي شواغلي نفسها". وانتقد بيريز حكومة بنيامين نتانياهو، وقال انها لا تسعى الى التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين بطريقة صائبة "وبالحماس" المطلوب. لكنه اضاف: "انا متفائل على المدى البعيد. اذ على مدى الاشهر المقبلة، استطيع ان أرصد بعض المشاكل الحقيقة والصعوبات". من جهة اخرى، تحدث بيريز عن القدس في ندوة في عمان. ونقلت عنه وكالة "اسوشييتد برس" قوله: "لا أحب ان أرى القدس محاطة بكثير من الجدل". واضاف: "يجب ترك هذه المسألة الى مفاوضات المرحلة النهائية". الى ذلك، قالت مصادر اردنية ان التعتيم الاعلامي شمل ايضاً زيارة عضو الكنيست البرلمان الاسرائيلية يوسي بيلين لعمان اول من امس واجتماعه مع ولي العهد الأمير الحسن، مشيرة الى انه يهدف الى عدم اثارة استياء الحكومة الاسرائيلية اليمينية التي لم تخفِ استياءها سابقاً من مثل هذه اللقاءات. وكان بيريز القى محاضرة في أحد فنادق عمان قبل لقائه الملك حسين تحدث فيها عن رؤيته لمستقبل المنطقة في ظل عملية السلام، وكرر مواقفه المعروفة من ضرورة المضي في تنفيذ اتفاقات اوسلو مع الفلسطينيين. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ان لقاءات العاهل الاردني أقطاب المعارضة الاسرائيلية من حزب العمل تهدف ايضاً الى ابقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الأردن والمعارضة الاسرائيلية، كما كانت الحال إبان قيادة حزب العمل الحكومة في اسرائيل.