قال مسؤول كبير في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن الأخير خرج من لقائه أمس في العاصمة الأردنية بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بانطباع بأن الملك "يثق بأن لدى نتانياهو نيات جادة لمفاوضات حقيقية مع (رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس) أبو مازن بهدف التوصل إلى حل للصراع". وأضاف أن نتانياهو خرج بهذا الانطباع أيضاً بعد لقائه الرئيس المصري في القاهرة قبل عشرة أيام. وقال مصدر سياسي رفيع المستوى إن الاجتماع شهد خلافات كثيرة في الرأي بشأن الملف الفلسطيني "لكن الأجواء لم تكن متوترة". وأضاف أن نتانياهو عاد إلى تل أبيب مرتاحاً لنتائج الزيارة لقناعته بأنه نجح في إقناع العاهل الأردني بجدية نياته للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. واعتبرت أوساط نتانياهو ان الاجتماع "كسر الجمود" في العلاقات بين إسرائيل والمملكة الهاشمية علماً أنه اللقاء الأول بين نتانياهو والملك عبدالله الثاني منذ أكثر من عام. وأفادت تقارير صحافية إن الولاياتالمتحدة مارست نفوذها على البلدين لعقد اللقاء بهدف إزالة التوتر في العلاقات بينهما. وبادر إلى ترتيب اللقاء وشارك فيه رئيس "الموساد" الإسرائيلي مئير داغان. ووفقاً لمكتب نتانياهو فإن الاجتماع مع العاهل الأردني تناول ثلاث مسائل رئيسة: محاولة إقناع العاهل الأردني بجدية نيات نتانياهو للتقدم نحو تسوية مع الفلسطينيين ومطالبة الملك بالضغط على رئيس السلطة الفلسطينية بالدخول في مفاوضات مباشرة، والتهديد الايراني والتطورات في الشرق الأوسط، ومسائل اقتصادية ومشتركة بين البلدين بهدف إحياء السلام بينهما". وأفادت صحيفة "إسرائيل اليوم" القريبة من نتانياهو أن الأخير أبلغ الملك بأن ثمة "نضجاً للتقدم مع المعتدلين في المنطقة نحو التسوية" لكنه أكد أن إسرائيل لن تتنازل عن "الترتيبات الأمنية" في حدودها الشرقية (مع الأردن والدولة الفلسطينية العتيدة) بحيث ستبقي قوة إسرائيلية، بعد إقامة الدولة الفلسطينية، في الحدود بين إسرائيل والأردن "لمنع تسلل منظمات إرهابية إلى الدولة الفلسطينية وكجزء من استعداد شامل لمواجهة تطورات قد تعقب انسحاب القوات الأميركية والغربية من العراق. وقال "في الشرق الأوسط رمال متحركة وأوضاع متغيرة ويجب التوصل إلى ترتيبات تتعاطى مع هذه المتغيرات..إذا حصلتُ على هذه الترتيبات سأذهب بعيداً في الاتفاق مع الفلسطينيين، أي في المفاوضات حول قضايا الصراع الجوهرية". وأضافت الصحيفة أن نتانياهو اقترح على العاهل الأردني التعاون الاقتصادي لربط الأردن بالبحر الأبيض المتوسط "ليهنأ المواطن الأردني من ثمار السلام مع إسرائيل". في موازاة ذلك تلقى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز دعوة من الرئيس المصري حسني مبارك لزيارة القاهرة، الأحد المقبل لبحث سبل دفع العملية السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.