أكد رئيس مجلس جنوب السودان مساعد الرئيس السوداني الدكتور رياك مشار ان "اتفاق الخرطوم للسلام" الموقع مع قادة فصائل جنوبية آخرين مع الحكومة السودانية "يتعرض لتهديدات خطيرة وامتحان عسير بسبب سوء التقدير في حسابات بعض العسكريين والفتن والمكائد السياسية". وشكا مشار في رسالة طويلة بعث بها الى الرئيس عمر البشير، وتلقت "الحياة" في لندن نسخة منها امس، من شحّ الامكانات المالية المخصصة لمجلس الجنوب. وقال انه لم يتسلّم خلال اربعة اشهر اقل من 2 في المئة من مخصصاته في الموازنة العامة. وبعدما اكد ان "ثقتنا عظيمة في قيادتكم الرشيدة تجعلنا نثق في امكان تجاوز هذه المحن والصعاب". وعدد المشاكل التي اعتبر انها تهدد الاتفاق الذي وقع في نيسان ابريل 1997، ومنها حادث مقتل 13 من مقاتلي الميليشيا التي يقودها، "قوات الدفاع عن جنوب السودان"، متهماً "عناصر مسلحة تابعة للدولة" بالتورط في الحادث ونقل عن والي شمال بحر الغزال كواج مكواي الذي كان هؤلاء يتولون حراسة منزله انه يعتقد ان الهجوم كان يستهدفه شخصياً، ومشيراً الى تجاوزه في تشكيل لجنة التحقيق في الحادث الذي وقع في ايار مايو الماضي. وتطرق مشار الى النزاع على منصب والي ولاية الوحدة واعتبر ان الحكومة لم تنحاز بصورة صريحة وواضحة للوالي المنتخب. وعرض الاسباب التي قادت الى انشقاق القائد فاولينو ماتيب بعد اعلان نتيجة الانتخابات وعدم فوز مرشحه. يذكر ان معارك تدور حالياً بين قوات مشار ومقاتلي ماتيب. واتهم انصار ماتيب مشار بخرق اتفاق تم التوصل اليه اخيراً. وتحدث مشار في الرسالة عن طلبه من الجيش عدم امداد ماتيب بالاسلحة وانه تلقى رداً من المسؤولين افاد ان القائد الذي انشقّ عنه ضابط في الجيش السوداني. واستنكر ان "ينشقّ ماتيب لينضم الى الجيش السوداني ويتحول عدواً لقوات الدفاع عن جنوب السودان يحاربها بإمكانات الدولة السودانية". وتحدث مشار عن روايات تفيد ان قادة في الجيش يعارضون تشكيل "قوات الدفاع عن جنوب السودان" التي تعمل مستقلة عن الجيش. ودعا الى تسليم مجلس الجنوب والولاة مزيداً من السلطات الأمنية. البشير من جهة اخرى أ ف ب اكد البشير ان الجيش السوداني "سيحرر البلاد من حركة التمرد" التي تسيطر على مناطق واسعة في جنوب البلاد وشرقها. وقال البشير خلال زيارة مفاجئة قام بها الاحد لمدينة جوبا كبرى مدن الجنوب "قررنا ان نطهّر هذا العام كل المناطق من المتمردين وان نحرّر كل شبر من التراب الوطني من الاحتلال والا نترك اي متمرد داخل الحدود". ونقلت صحف الخرطوم امس عن البشير ان الجيش السوداني "تقدم في شرق البلاد وحرّر معظم الاراضي ملحقاً الهزيمة بأعدائه". واكد وزير الدفاع السوداني ابراهيم سليمان الذي رافق البشير ان قواته "تتقدم شرقاً وستصل قريباً الى الحدود السودانية - الاريترية".