حذر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز من خطورة تدهور عملية السلام في الشرق الاوسط، معتبراً ان استمرار الوضع الحالي الخطر "يقود المنطقة الى المجهول". وأعلنت الخارجية الاميركية مساء امس ان مفاوضين فلسطينيين واسرائيليين سيجرون محادثات مباشرة بعد عودة الرئيس ياسر عرفات من الصين غداً. واستبعدت مشاركة عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في المفاوضات المباشرة. وتعهد نتانياهو مكافحة "النشاطات الفلسطينية غير القانونية" في القدس، بعد ساعة من انفجار قنبلة صغيرة صباح امس امام مبنى "بيت الشرق"، المقر شبه الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدسالمحتلة. وشكل نتانياهو طاقماً وزارياً خاصاً يشمل الاذرع الامنية المختلفة لوضع سياسة لمواجهة "التطرف" الفلسطيني داخل الدولة العبرية، في خطوة وصفت بأنها تستهدف النشاط السياسي لفلسطينيي المناطق المحتلة في 1948. راجع ص 3 و4 وترأس نتانياهو سلسلة من اللقاءات مع افراد الطاقم الوزاري الاسرائيلي اخيراً. وقالت مصادر اسرائيلية ان الطاقم "ناقش سبل مواجهة نشاطات سياسية متطرفة لعرب اسرائيل" بينها دعم حركة المقاومة الاسلامية حماس واصدار صحف معادية للدولة العبرية ومساندة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت المصادر ان الطاقم "رصد تصاعداً في النشاطات العربية المعادية للدولة العبرية، وانه سيتم الاعداد لسياسة موحدة في التعامل مع العرب في اسرائيل"، من دون ان تكشف طبيعة هذه السياسة. وحذر النائب العربي عن "كتلة الجبهة والتجمع" في الكنيست عزمي بشارة من خطورة التحرك السياسي الذي تقوم به حكومة نتانياهو ضد عرب اسرائيل، وقال ل"الحياة" انه يسعى الى "نزع الشرعية عنهم ووضعهم في مصاف الاعداء الواجب وضع رقابة امنية مشددة على تحركاتهم السياسية". وفي القدسالمحتلة، اصيب الفلسطيني محمد ابو سرية في رجله عندما حاول ازاحة جسم من طريقه اثناء مروره وطفله الذي يبلغ الثامنة من العمر امام "بيت الشرق"، مما ادى الى انفجار القنبلة المخبأة داخله واحدث دوياً قوياً. وأكد موظفو الامن في "بيت الشرق" انهم لاحظوا توقف سيارة قرب المبنى في الثالثة فجراً ولاذ ركابها بالفرار حال اقترابهم منها. واعتبر المسؤول الفلسطيني المكلف ملف القدس في منظمة التحرير السيد فيصل الحسيني ان الانفجار الذي وقع على بعد 30 متراً من مدخل "بيت الشرق" جاء نتيجة لأجواء التحريض التي تشيعها الحكومة الاسرائيلية اليمينية ضد "بيت الشرق". وقال الحسيني لپ"الحياة" ان موجة "التحريض المستمرة ضد بيت الشرق تخلق الاجواء الملائمة لتحرك العناصر المتطرفة للقيام بأعمال من هذا النوع". وكان نتانياهو تعهد في حديث امس امام منظمة "كوادر الشبيبة اليهودية لمشاريع سندات الاعمار والاستثمار" البوندز "بعدم السماح بتقسيم عاصمة اسرائيل الأبدية" وقال في الحفلة التي أقيمت في القدس: "يمكنكم الوثوق بأن القدس لن تقسم"، مشيراً الى ان السلطة الفلسطينية تنتهك الاتفاقات الموقعة من خلال نشاطاتها غير القانونية في المدينة والتي يعتبر نتانياهو "بيت الشرق" احدى اهم محطات انطلاقها. وتلقف رئيس الحكومة الاسرائيلية دعوة وزيرة الخارجية الاميركية الفلسطينيين والاسرائيليين الى اجراء مفاوضات مباشرة لاستغلالها في مزيد من الانتقادات الموجهة الى السلطة الفلسطينية، واتهم الفلسطينيين بخلق اجواء ازمة من دون التوصل الى نتائج. وقال انه على استعداد للدخول في مفاوضات فورية معهم. وقال ان الفلسطينيين هم الذين اوقفوا المفاوضات قبل 15 شهراً "بسبب مشروع بناء سكني في هارحوما" في اشارة الى المستوطنة الضخمة المقررة اقامتها على جبل ابو غنيم جنوبالقدس. وقال: "لا يجوز وقف المفاوضات بسبب مشروع اسكان". وفي واشنطن، استبعد وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى ان يوافق نتانياهو قبل نهاية الشهر الجاري على الافكار الاميركية التي يفاوض الادارة في شأنها. وقال في لقاء نظمه قبل ظهر امس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في العاصمة الاميركية، انه اذا استمرت الحكومة الاسرائيلية في فرض الشروط، فان ذلك سيشكل "كارثة كبيرة" وسيؤدي الى "الفوضى والعنف والارهاب".