ستصبح 26 ثانية مشهورة ومخيفة في متناول عشاق الوثائق الدرامية الذين يرغبون رؤية اللحظات الأخيرة لمقتل الرئيس الأميركي جون كينيدي في فيلم على شريط فيديو بدأ بيعه أمس في واشنطن وسعره حوالى 20 دولاراً، على نظام ديجيتيل. الشريط يصوّر الرصاصة التي اخترقت رأس كينيدي في 22 تشرين الثاني نوفمبر بعد الظهر في دالاس عام 1963. طبعة جديدة على شريط فيديو في لقطات قريبة تبدو معها الرؤية واضحة والمشاهد تأسر البصيرة وتلتقط الأنفاس في قلب الحدث القاتل لحظة حدوثه. الحدث هنا حيّ وطازج وطري. مدة الفيلم الوثائقي 45 دقيقة عنوانه "مشهد الاغتيال - رؤية جديدة لفيلم زابرودر". ويتضمن مقابلات وتعليقات إضافة إلى لحظات مصرع كينيدي الحيّة. بعض الخبراء يقول إن الفيلم يدحض الشكوك القديمة التي أشارت إليها الخلاصة في تقرير لجنة وارن "ان لي هارفي أوزولد كان المسلح الوحيد الذي اطلق الرصاص على كينيدي من الخلف". ويظهر الفيلم ان قتل كينيدي كان أبعد من قدرة فرد واحد. بحسب قول المؤرخ الأميركي ديفيد رون في جامعة وسكونسن الذي يعد كتاباً عن فيلم زابرودر. ويضيف رون: "اثنان أو أكثر من الرماة البارعين في استخدام البندقية قتلوا كينيدي". وينفي ديفيد بيلين عضو سابق في لجنة وارن، أقوال المؤرخ رون ويقول: "لدينا الرصاصة التي قتلت كيندي وثبت أن مصدرها بندقية أوزولد، بقطع النظر عما يصوّر الفيلم. إن 19 خبيراً من أصل 20 خلصوا إلى القول إن الرصاصة اطلقت من الخلف". من هو زابرودر؟ إبراهام زابرودر، الخيّاط الذي صوّر لحظة الاغتيال بواسطة كاميرا منزلية من نوع "بيل أند هويل" من موقع قرب هضبة صغيرة مدورة كثيرة العشب في ديلي بلازا. زابرودر مات في 1970 وأرملته ونجلاها شركاء في بيع شريط الفيديو الجديد. عائلة كينيدي لم تعلق على الفيلم، في حين أن عائلة زابرودر في صراع مع محامين في الحكومة الأميركية بشأن نسخة الفيلم الأصلية التي تحتفظ بها العائلة. والفيلم الأصلي على 8 مليميتر ويتضمن 480 "فرام"، إطاراً للصور، وقد حفظ الفيلم منذ 1978 في مركز المحفوظات الوطنية في غرفة خاصة بحفظ الأفلام ووقايتها مبردة وسط 25 درجة. محامو الحكومة يحاولون الحصول على نسخة الفيلم الاصلية انطلاقاً من قانون 1992 حول مواد تتعلق بالاغتيال على أنها من الممتلكات العامة. ويحاولون اقتناء نسخة لمدة سنتين. عائلة زابرودر ترى أن الفيلم يساوي 70 مليون دولار أو أكثر كوثيقة تاريخية، وهي مستعدة لتسوية مقدارها 5،18 مليون دولار أو أقل. مصادر الحكومة البريطانية تقول إن الفيلم يساوي 750 ألف دولار. محامو وزارة العدل مستعدون لدفع 3 ملايين دولار. بوب بينيت محامي الرئيس كلينتون في واشنطن الذي أوكلته عائلة زابرودر للتفاوض باسمها في مواجهة الحكومة قال: "إن العائلة طلبت مليون دولار خلال 35 سنة، هي تكاليف النسخ من الفيلم. وان العائلة لم تستغل أو تستثمر الفيلم". ولا يزال اغتيال كينيدي صدمة لا تنسى في جرح مفتوح في ذاكرة الأميركيين والتاريخ، ومن حق الناس أن يعرفوا ماذا حدث لجون كينيدي لحظة مصرعه بتفاصيل ملطخة بالدم في فيلم وثائقي رهيب