تابعت في بيروت الحملة الواسعة التي نظمت دفاعاً عن المعتقلين اللبنانيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وبينهم 18 معتقلاً ومعتقلة انتهت محكوميتهم ولا يزالون قيد الاعتقال الاداري في سجن ايلون، اضافة الى عشرات الشبان والشابات الذين اعتقلوا لأسباب واهية منذ سنوات وأودعوا السجون من دون محاكمة. وكم يشعر المرء بالحزن والأسى وهو يستمع الى حقائق دامغة وشهادات أسرى سابقين عن الظروف القاسية التي يعيشها هؤلاء الأخوة، والمعاملة الوحشية التي يمارسها تجاههم السجانون النازيون والتي تحدث عنها أخيراً الأسرى المحررون من خلال عمليات التبادل التي جرت اخيراً بين اسرائيل ولبنان. وبكل أسف فإن قضية المعتقلين العرب من لبنانيين وفلسطينيين لا تلقى اهتماماً كافياً من قبل العرب والأجانب على حد سواء بعد أن نجح الصهاينة في فرض ستار حديدي من التعتيم على هذه القضية وكل ما يشابهها من قضايا حقوق الإنسان داخل الأراضي العربية المحتلة في عالم ازدواجية المعايير والكيل بمكاييل تتماشى مع المقاييس الإسرائيلية الظالمة. وصادفت الحملة اللبنانية حملة فلسطينية مماثلة حملت عنوان "يوم الأسير الفلسطيني" تضمنت مهرجانات وتحركات واعتصامات، وتم جمع مليون توقيع على مذكرة تفضح الممارسات الإسرائيلية وجهت الى الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والاعلام العالمي بهدف المساعدة في اطلاق المعتقلين والأسرى الفلسطينيين. ولهذه المناسبة صدرت احصاءات مؤلمة جمعها الزميل حسين حجازي مراسل "الحياة" في غزة ونشرت الشهر الماضي اخترت منها الأرقام التالية للتذكير والتنبيه لعل القراء لم ينتبهوا لها: * هناك 3 آلاف معتقل فلسطيني يرزحون في سجون الاحتلال في ظل ظروف اعتقال لاانسانية ومعاملة وحشية قاسية. * بلغ عدد المعتقلين بين عامي 1967 و1987 أكثر من 535 ألف معتقل فيما اعتقل نحو 175 ألف فلسطيني خلال سنوات الانتفاضة 1987-1994، و12500 بعد توقيع اتفاق أوسلو و10500 فلسطيني بعد اتفاق القاهرة 1994 و6 آلاف بعد اتفاق طابا 1995. * توفي في السجون الإسرائيلية تحت التعذيب أكثر من 114 شهيداً وأصيب أكثر من 1500 بعاهات مستديمة وأمراض مميتة. * عدد المعتقلين الإداريين حالياً نحو 200 فلسطيني، كما بلغ عدد الأطفال دون سن ال 18 عاماً نحو 100 طفل جميعهم معتقلون ادارياً، علماً ان الإحصاءات السابقة تشمل النساء والشيوخ وبينهم سجناء تتراوح اعمارهم بين 70 و75 عاماً! وبعد كل هذا يتحدث البعض عن حقوق الإنسان، والشرعية الدولية، والديموقراطية الإسرائيلية الفريدة من نوعها والوحيدة في المنطقة!!. كما يواصل الرأي العام العالمي الحديث عن جرائم النازية الألمانية وينسى أو يتعامى عن النازية الصهيونية الجديدة التي تفوق جرائمها وحشية جرائم كل مجرمي الحرب عبر التاريخ. المعتقلون العرب في سجون الاحتلال يتطلعون اليكم لتتضامنوا معهم، وهذا أقل الواجب! لقطة عش لدنياك كأنك ستموت غداً، وعش لآخرتك كأنك ستعيش أبداً، فمن اهتم بالدنيا ضيّع نفسه، ومن اهتم بنفسه زهد في الدنيا