بعد تسجيله هدفي الفوز في مرمى كرواتيا، بات ظهير ايمن نادي بارما الايطالي ليليان تورام بطلا قومياً في فرنسا، وهو الذي اختير أفضل مدافع في الملاعب الايطالية الموسم الماضي، لانه قاد الفرنسيين الى اول مباراة نهائية في تاريخ كأس العالم. واستحق تورام لقب "البطل" لانه قدم منذ بداية المونديال مستويات كبيرة وثابتة جعلت منه احد افضل اللاعبين في فريقه وفي المونديال، ومن المتوقع ان يكون ضم تشكيلة كأس العالم المثالية. ويقوم بمهامه الدفاعية في الجهة اليمنى بدرجة ممتازة لانه يجيد قراءة التمريرات تماما،ً ما يساعده على قطع الكرات باكراً قبل ان تصل الى الخصوم في منطقة حساسة. كما يبرز في تغطية مراكز رفاقه في الدفاع الذين يغامرون بعض الاحيان في الهجوم لا سيما لوران بلان. ولا غنى لفرنسا ومدربها ايميه جاكيه عن مجهود تورام على الجهة اليمنى هجومياً أيضاً، اذ يشارك في بناء الهجمات كلما سنحت الفرصة ويزعج المدافعين الخصوم احياناً كثيرة ولا يكتفي باللعب في الجانب بل يحاول الاختراق في العمق عندما يجد الطريق مسدوداً امامه على الجبهة الدفاعية المواجهة اليسرى. ولا يخسر تورام الكرة كثيراً في العمليات الهجومية ولا ينفذ الا التمريرة الصحيحة والدقيقة ولا يقدم الا على الخطوة الصحيحة. وهذه السمات صقلها في الدوري الايطالي مع بارما بفضل الاحتكاك مع ابرز اللاعبين اسبوعياً. وما يزيد من صعوبة مهمته مع المنتخب هو انه يلعب في مركز مختلف مع فريقه الايطالي بارما حيث يلعب في قلب الدفاع. والمركزان مختلفان تماماً لان الظهير مطالب بشغل اكثر من مركز خلال المباراة في حين ان قلب الدفاع لا تتعدى مهامه قطع الكرات والتقدم احياناً الى منطقة الخصم للاستفادة من الكرات الثابتة التي يحصل عليها فريقه. ولم يواجه تورام اي مشكلة في تبديل المراكز بل انه يتألق في قلب الدفاع كما يتألق في مركز الظهير، والصحافة الايطالية تكيل له المديح بعد كل مباراة وتعتبره افضل مدافع من الاجانب علماً انه خاض موسمين فقط في بلاد "الكالتشيو". وكل هذه الامور تعتبر انجازات رائعة للاعب ظنّ كثيرون انه انتهى كرويا وهو في سنّ ال17 عاماً فقط. وتورام الذي ابصر النور في اول يوم من العام 72 في بوانت آبيتر انخرط في صفوف مدرسة موناكو للمواهب العام 89، وخضع لجراحة في الركبة وقال له الجراح انه لن يتمكن من البروز في كرة القدم "ولم يدرك الجراح ان كلامه اصابني بألم اشدّ من وجع الاصابة" حسبما قال تورام. لكن اللاعب ثابر على التمارين وتحقق له ثأره عندما خاض مباراته الاولى مع الفريق الاول لموناكو في الدوري الفرنسي العام 91 ضد طولون 1-1 وقبل انتقاله الى بارما خاض 155 مباراة في الدرجة الاولى الفرنسية. وفي نهاية الموسم 96 انهالت عليه العروض من الاندية العريقة لا سيما الايطالية ففضل عرض بارما على عرض يوفنتوس وانتقل الى صفوف الفريق الايطالي. بدايته مع المنتخب الفرنسي كانت في 17 آب 1994 ضد تشيخيا في المباراة التي انتهت بالتعادل 2-2 ومنذ ذلك الوقت خاض 38 مباراة دولية وسجل فقط الهدفين في مرمى كرواتيا اول من امس. وقدرات هذا المدافع البدنية 75،1 م و 75 كلغ هائلة ويملك سرعة تساعده في لعبه على الجناح، وهو يمزج بين قدرات لاعبين سابقين من طراز الايطالي كابريني والالماني كالتس والبرازيلي جونيور والبلجيكي غيريتس، وبين مواهب لاعبين معاصرين من البرازيلي روبرتو كارلوس والفرنسي ليزارازو. ولا شك في ان تورام سيخوض مسيرة دولية مظفرة مع المنتخب الفرنسي قد تبدأ نهار الاحد المقبل بلقب عالمي هو الاول لبلاده ليحجز لنفسه مكاناً في السجلات الى جانب لاعبين كبار مثل بيليه وبكنباور ومارادونا و..