سينليس فرنسا - رويترز - لا يجد قلب الدفاع جوزيبي برغومي صعوبة في تذكر ما حدث ليلة 11 تموز يوليو 1982. ففوزه بكأس العالم مع منتخب ايطاليا وهو في سن الثامنة عشرة على استاد سانتياغو بيرنابو في مدريد أمر لا ينسى. أما بالنسبة الى بقية أفراد المنتخب الايطالي الحالي فان ذكريات أعظم يوم في تاريخ بلادهم الرياضي قوية عند البعض وضعيفة عند البعض، كما لا يتذكر آخرون أي شيء عنه. فعلي سبيل المثال، يستمد جانلويجي بوفون معلوماته عن نهائيات 1982 من الصور والافلام التلفزيونية وحكايات افراد العائلة وزملائه في المنتخب. وبوفون 20 عاماً هو أصغر حارس مرمي في كأس العالم الحالية وأصغر لاعبي المنتخب الايطالي الذي يتولى تدريبه تشيزاري مالديني. وكان عمر بوفون 4 سنوات و5 أشهر و13 يوما عندما فازت ايطاليا علي المانيا الغربية 3-1 في مدريد لتفوز بكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها. ويقول بوفون: "لا أتذكر أي شيء عن تلك البطولة. كنت في اودينا شمال شرق ايطاليا، وقيل لي أنني كنت أركل الكرة في شرفة المنزل اثناء نقل التلفزيون للمباراة". أما اليساندرو نيسا فكان في السادسة من عمره. وقال المدافع البالغ من العمر 22 عاماً للصحافيين قبل ابتعاده عن الفريق في النهائيات الحالية بسبب اصابته ليحل محله برغومي "كنت مع والدي في روما… اتذكر المنازل المقابلة لمنزلنا وهي مغطاة بأعلام ايطاليا... لكن هذا هو كل ما أتذكره". ويتذكر ديميتريو البرتيني الذي كان يبلغ 11 عاماً ركلة الجزاء التي اهدرها مدافع الفريق انطونيو كابريني عندما كان الفريقان متعادلين من دون اهداف: "عندما اطلق الحكم صفارته محتسباً ركلة الجزاء صرخ والدي ديميتريو وطلب مني احضار الزجاجة من الثلاجة... ذهبت، وأخفق كابريني وأعدت الزجاجة الى مكانها ولم المسها ثانية حتى نهاية المباراة". وقال لويجي دي بياجيو الذي كان ايضاً في الحادية عشرة من عمره: "لا استطيع ان اتذكر كل شيء عن المباراة ولكني اتذكر الاشياء المهمة". واضاف "لا يمكن ان انسى ركلة الجزاء التي ضاعت أو الاهداف... كنت في روما مثل اليساندرو نيستا وكانت هناك احتفالات ضخمة في الشوارع بعد المباراة". أما اليساندرو كوستاكورتا فقد القى بنفسه في حمام سباحة للاحتفال بينما ارتدى فرانشيسكو موريرو قميصاً شبيهاً بقمصان لاعبي المنتخب الايطالي وكان رقمه 7 وهو رقم نجمه المفضل في الفريق انذاك برونو كونتي، وخرج لكي يلعب الكرة". ويتذكر باولو مالديني نجم دفاع المنتخب الحالي وكابتن الفريق انه شاهد المباراة في التلفزيون واحتفال والده الذي كان ضمن الجهاز الفني للفريق الذي كان يدربه انزو بيرزوت. وشاهد روبرتو دي ماتيو المباراة في سويسرا حيث ولد وعاش بينما شاهد كريستيان فييري المباراة في استراليا في الساعة الرابعة صباحا لفارق التوقيت بين استرالياومدريد. ومع تباعد ذكريات نهائيات عام 1982 عن اذهان العديد من لاعبي الفريق تقع على برغومي مهمة تذكيرهم بتفاصيل اهم يوم في حياته. ويقول: "كان رائعاً ان العب في اسبانيا في هذه السن... ومن بين جميع نهائيات كأس العالم التي شاركت فيها كانت تلك افضل مرة". وفي الوقت الذي يستعد فيه برغومي لمباراة ايطاليا مع فرنسا في دور الثمانية من النهائيات الحالية يوم الجمعة قال ان هناك اوجه شبه بين فريقي ايطاليا الماضي والحالي. وأضاف انه بدأ البطولة انذاك كما حدث هذه المرة بين اللاعبين الاحتياطيين قبل ان ينتقل الى التشكيل الاساسي لاصابة زميل له، كما ان ايطاليا صعدت انذاك للدور الثاني من دون ان تظهر بمستوى يؤهلها للفوز بكأس العالم كما هو الحال الان. ومضي يقول: "اوجه الشبه بين عام 1982... الامر ممتع ولكني لا اريد ان اتحدث عنه كثيراً".