في خطوة أظهرت الاهتمام الخليجي بالعودة إلى الاستثمار في بلدان المغرب العربي، افتتحت المجموعة الكويتية «كيبكو» مكتباً إقليمياً في شمال أفريقيا. وأوضح نائب رئيس مجلس الإدارة محمد الفقيه العضو المنتدب في «بنك تونس العالمي»، المؤسس بمساهمة شركات تنتمي إلى مجموعة «كيبكو»، أن المجموعة قررت فتح مكتب في تونس «يدير الأصول والمحافظ الاستثمارية». وأكد في تصريح إلى «الحياة»، أن المصرف «انطلق إلى الاستثمار في مجالات اقتصادية مختلفة، خصوصاً بعدما نجحت «كيبكو» في مدة قصيرة، في إنشاء «الصندوق التونسي للأسهم» بقيمة 7 ملايين دولار، و «الصندوق التونسي للتنمية» بقيمة 13 مليون دولار». وأعلن أن المجموعة «تستعد لتأسيس صندوق ثالث هو «الصندوق التونسي للتطوير» بقيمة 20 مليون دولار». وعلى رغم الصعوبات التي واجهت القطاع المصرفي على الصعيدين العالمي والإقليمي نتيجة الأزمة الاقتصادية وأزمة الرهن العقاري، أظهرت نتائج «بنك تونس العالمي» (الذي تساهم فيه مجموعات من البحرين والكويت)، أنه حقق فوائد صافية مجمعة قدرت ب 15 مليون دولار نهاية السنة الماضية، أي 20.5 في المئة عائدات صافية لحقوق المساهمين في المصرف، موزعاً 20 في المئة عائداً على رأس المال». ولوحظ أن «بنك تونس العالمي» الذي ساهم في إنشاء «بنك الخليج الجزائر»، ساعد شركات تونسية على الاستثمار في الأسواق الجزائرية. وكان وفد من «كيبكو» زار الجزائر السنة الماضية، وأبدى اهتمامه بالاستثمار في القطاعات السياحية والعقارية والمصرفية، إضافة إلى الصناعة والتأمين. وأكد للمسؤولين الجزائريين رغبته في المشاركة في تخصيص 1200 مؤسسة من القطاع العام، تعتزم الحكومة الجزائرية التخلي عنها. واشترت «كيبكو» أيضاً غالبية الأسهم في «بنك الجزائر والخليج»، وأعلنت أنها تدرس تأسيس شركة تأمين. الى ذلك، أعلنت غرفة التجارة والصناعة في تونس أمس، أنها ستستقبل الأسبوع المقبل وفداً من غرفة الشارقة لدرس فرص التعاون وإقامة مشاريع مشتركة. وأوضح مسؤولون في الغرفة في تصريحات إلى «الحياة»، أن وفد الشارقة «طلب زيارة محافظة نابل وفيها المحطة السياحية الرئيسة في البلد، لاستكشاف فرص الاستثمار في القطاعات السياحية والزراعية والصناعات الحرفية، إضافة إلى درس إمكانات عقد شراكات ثلاثية». من جهة أخرى، ارتفع عدد المشاريع التي استقطبتها المنطقة الحرة في مدينة بنزرت شمال تونس إلى 80 مشروعاً، فيما تجاوز حجم الاستثمارات المُحققة 230 مليون دولار. واستأثر القطاع الصناعي بأكثرية الاستثمارات (62 في المئة) نفذ متمولون أجانب 95 في المئة منها. وتُشغل المنطقة الحرة المنشأة عام 1996 في محيط مدينتي بنزرت ومنزل بورقيبة المحاذية لها، أكثر من 5500 عامل وموظف. وأتى المستثمرون الأجانب أساساً من إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة وسويسرا نظراً إلى قرب بنزرت من سواحل أوروبا الجنوبية.