أسمرا، أديس أبابا، واغادوغو، القاهرة، صنعاء - "الحياة"، أ ف ب، أ ب، رويترز، ق ن أ - خيّم الهدوء الحذر أمس على جبهات القتال بين اريتريا واثيوبيا، ولم تسجل الأنباء وقوع اشتباكات واسعة أو غارات جوية. لكن أديس أبابا أكدت انها استعادت مدينة زلامباسا من الاريتريين بعد قتال أول من أمس. وأمكن فجر أمس اتمام عملية اجلاء نحو ألفي أجنبي في 12 رحلة جوية من مطار أسمرا، بعيد أنباء من واغادوغو تفيد ان وزراء خارجية منظمة الوحدة الافريقية يدعمون خطة أميركية - رواندية لحل النزاع. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول اثيوبي ان قوات بلاده استعادت مدينة زلامباسا التي كانت اريتريا احتلتها الثلثاء الماضي. وقال المسؤول ان القوات الاثيوبية هزمت قوة اريترية قوامها لواء كانت احتلت المدينة. وأضاف ان القوات الاثيوبية طاردت الاريتريين عبر الحدود وان المناوشات مستمرة. على الصعيد السياسي يقول ديبلوماسيون ان تركيز جهود السلام سيتحول الآن الى الأممالمتحدة. وعلم أن الوسيطة الأميركية سوزان رايس مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون افريقيا ستعود الى واشنطن بعد اطلاع الوزراء المجتمعين في بوركينا فاسو على التطورات، وحصولها على تأييدهم لخطة السلام. وألقت رايس كلمة أمام الوزراء أول من أمس وعقدت سلسلة اجتماعات على هامش الاستعدادات لاجتماع القمة السنوي لمنظمة الوحدة الافريقية في بوركينا فاسو والتي تبدأ اليوم. وقالت مصادر قريبة من الوسطاء ان تركيز جهود السلام سيتغير الآن. وقال ديبلوماسي ل "رويترز": "الآن ستذهب الى الأممالمتحدة". وصرحت مصادر قريبة من الاستعدادات لاجتماع القمة بأن تفضيل أثيوبيا العمل من خلال الوسطاء، وهم الولاياتالمتحدة أو رواندا، جعل من الصعب على المنظمة القيام بدور أكثر فعالية. وتدعو الخطة التي قبلها بشكل كبير الجانبان قبل بدء الغارات الجوية المتبادلة، الى الانسحاب من المنطقة المتنازع عليها ونشر قوة مراقبين وعودة الإدارة المدنية الى المناطق المتنازع عليها واجراء تحقيق في أسباب الصراع. اما على الصعيد العربي، فقد دعا الرئيس حسني مبارك البلدين الى وقف القتال وتسوية خلافاتهما عن طريق المفاوضات. وقال مبارك، حين سئل عن الحرب بين البلدين: "القتال لن يحلّ المشاكل. المفاوضات ولا غيرها القادرة على حل المشاكل. ونحن عندنا تجربة في هذا الشأن". ولفت المراقبين في القاهرة تعليق سياسي بثته الاذاعة المصرية الرسمية انتقد في شدة اريتريا. وجاء في التعليق ان اريتريا انتهجت منذ الاستقلال "سياسة عدوانية"، فهي "احتلت جزيرة حنيش الكبرى اليمنية وحاولت الاستيلاء على حنيش الصغرى وتحرشت بالسودان والآن تدخل في نزاع مع اثيوببيا التي كانت اريتريا تتبعها ومنحت الاخيرة حق تقرير المصير والاستقلال". وفي اديس ابابا علم من مصدر افريقي ان الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية السوداني اجتمع مع نظيريه الاثيوبي سيوم مسفن والاريتري هايلي ولد تنسأي كل على حدة على هامش اجتماعات المجلس الوزاري الافريقي في بوركينا فاسو. وقال المصدر ان لقاء الوزير السوداني مع كل من وزير الخارجية الاثيوبي والاريتري تركز على الازمة الحدودية بين اديس أبابا واسمرا. وفي صنعاء، اجتمع رئيس الوزراء اليمني الدكتور عبدالكريم الارياني مع سيد عبدالله وزير التجارة والصناعة الاريتري الذي يزور اليمن حالياً. وعرض الوزير الاريتري، خلال اللقاء، الأوضاع بين اريتريا واثيوبيا، فيما أكد الارياني حرص بلاده على حل النزاع بينهما بالطرق السلمية. وكان الموفد الاريتري نقل رسالة إلى الرئيس علي عبدالله صالح من أفورقي تتعلق بالعلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. إلى ذلك، أعربت الكويت أمس عن أسفها للنزاع الاريتري - الاثيوبي، وناشدت "البلدين الصديقين للكويت وقف المواجهة العسكرية وبدء حوار هادف لمعالجة الخلافات الحدودية". واجتمع وكيل وزارة الخارجية سليمان الشاهين أمس مع سفير اريتريا لدى الكويت أحمد علي برهان الدين، وبحثا في الأحداث الأخيرة والوضع القائم على الحدود بين اريتريا واثيوبيا. وكانت عملية اجلاء نحو ألفي أجنبي من مطار أسمرا انتهت صباح أمس. وأفيد ان 12 رحلة جوية نظمت خلال الليل لنقل هؤلاء الأجانب، خلال الفترة التي أعلنت فيها اثيوبيا وقفاً للغارات. وأقلت طائرة عسكرية ايطالية نحو 130 شخصاً من ايطاليا وكوريا الجنوبية والمانيا إلى جيبوتي، ومن هناك يجري تنظيم رحلات لنقلهم إلى أوروبا أو مكان آخر. وذكر ان نحو 200 اثيوبي سافروا أيضاً من البلاد كاجراء أمني خوفاً من عمليات ثأرية. وفي وقت سابق، قامت طائرات عسكرية أميركية باجلاء الأميركيين والكنديين والبريطانيين والاستراليين الموجودين في البلاد. كما أجلت طائرة المانية رعايا المان وأوروبيين، بينما سافر موظفو الأممالمتحدة على متن طائرتين توجهتا إلى جيبوتي. في مقابل ذلك، غادر الطاقم الديبلوماسي الاريتري في اثيوبيا أديس أبابا أمس، "باستثناء ثلاثة ديبلوماسيين أساسيين"، على متن طائرة تابعة لشركة "الخطوط الجوية المصرية". وأوضح مصدر اثيوبي أن "أكثر من مئة اريتري وعائلاتهم استقلوا الطائرة صباحاً". وهم كانوا يعملون في البعثة في أديس ابابا والقنصليتين في ميكيلي شمال واسايتا شمال شرق.