أكد وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح ان بلاده ترغب في إقامة علاقات اقتصادية قوية مع كل الدول العربية من دون استثناء، مشيراً إلى "انفراج حقيقي" مع سورية والجزائر والاردن وتونس والمغرب. وقال صالح، في مقابلة أجرتها معه "الحياة"، إن الولاياتالمتحدة وبريطانيا مستمرتان في "عرقلتهما" لتطبيق تفاهم "النفط مقابل الغذاء". مشيراً الى ان العراق "سيعتمد على قدراته الذاتية والمخلصين من الدول العربية لرفع الحصار". وفي ما يلي نص المقابلة : ً ما آخر ما تم التوصل اليه مع الاممالمتحدة في شأن اتفاق النفط مقابل الغذاء؟ - تمت المصادقة على خطة التوزيع من قبل الامين العام وقيمتها ثلاثة بلايين دولار للأشهر الستة المقبلة بعد خصم التعويضات والمبالغ المخصصة للجنة الخاصة بالأمم المتحدة. وتقسم البلايين الثلاثة الى 260،1 بليون دولار للمواد الغذائية ومستلزمات توزيعها وتخزينها ونقلها، و300 مليون دولار للأدوية و23 مليوناً للمياه والصرف الصحي و250 مليوناً لقطاع الزراعة والري ومئة مليون للتربية والتعليم و350 مليون دولار لقطاع الكهرباء و300 مليون للنفط، و65 مليون دولار لاغراض أخرى. هل تتوقعون أن تعرقل الولاياتالمتحدة وبريطانيا تنفيذ الاتفاق؟ - نعم وبالتحديد ما يرتبط بالمعدات والادوات الاحتياطية للقطاع النفطي وقطاع الكهرباء والمستلزمات الطبية وكذلك عقود الاغذية والادوية مثلما حدث في المراحل السابقة. وبماذا تفسر ذلك؟ - إن أهداف الدولتين معلنة منذ فرض الحصار. وهي أهداف سياسية، ما أدى الى مقتل 5،1 مليون شخص معظمهم من الاطفال. وكانت الدولتان تتصوران ان المعاناة الانسانية ستغير الواقع السياسي في العراق، لكن الشعب العراقي أفشل المخطط وبرهن للعالم انه حر ومستقل. هل تعتمدون على الدول العربية أم الاوروبية في رفع الحصار؟ - العراق يعتمد أولاً على شعبه وقدراته الذاتية وعلى المخلصين من الامة العربية. وهؤلاء بدأت أعدادهم تتزايد، خصوصاً منذ الازمة الاخيرة التي فجرها الاميركيون والبريطانيون في شأن القصور الرئاسية. هناك تقدم في العلاقات الاقتصادية مع مصر. ما الذي تم في زيارتكم الحالية؟ - التقيت رئيس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري ووزير الدولة للتخطيط ظافر البشري، وتم بحث العلاقات التجارية وسبل تطويرها. ويمكنني القول إننا حققنا مع مصر تقدماً مهماً على صعيد العلاقات الثنائية. ووصل حجم المبادلات الى 7 أضعاف ما كان عليه عام 1989، إذ بلغ العام الماضي 150 مليون دولار. وماذا عن العلاقات مع الدول العربية الأخرى؟ - إننا نرغب في توسيع علاقاتنا الاقتصادية مع كل الدول العربية. وهناك انفراج في علاقاتنا مع سورية والجزائر والاردن وتونس والمغرب. كما نرغب في توسيع حجم التجارة مع دول الخليج. ولدينا مع الامارات بالفعل حجم تجارة واسع بلغ العام الماضي في القطاعين العام والخاص 40 مليون دولار. ونتفاوض حالياً مع الشركات السعودية، وهي مفاوضات في البداية في شأن أدوية وأغذية إلى العراق. وتم التباحث معها في شأن الاستيراد، ونحن نرحب باستيراد الأغذية والأدوية وكل الفقرات الواردة في مذكرة التفاهم من السعودية.