تعقد الجمعية العمومية ل"الاتحاد الدولي لكرة القدم" فيفا مؤتمرها الحادي والخمسين غداً وبعد غدٍ في باريس وعلى جدول الاعمال بنود كثيرة منها منح خمس دول العضوية الكاملة على رأسها فلسطين، ومنع دولتين من قارة واحدة الترشيح لاستضافة المونديال، وإهداء الرئيس الحالي جواو هافيلانج الرئاسة الشرفية. والبند الاهم على الاطلاق والذي يحمل الرقم 13 هو انتخاب رئيس جديد ثامن لمدة اربع سنوات يوم الاثنين. والمرشحان لخلافة هافيلانج هما رئيس الاتحاد الاوروبي لينارت يوهانسون والامين العام السابق للاتحاد الدولي جوزف بلاتر الذي استقال من منصبه في مطلع نيسان ابريل الماضي. ذلك ان الرئيس الجديد هو الذي سيقود هذه الامبراطورية المترامية الاطراف في القرن الحادي والعشرين والمؤسسة التجارية الأكثر أهمية في العالم حيث يبلغ حجم أعمالها والمبادلات فيها 150 بليون دولار حسب ما ذكر هافيلانج. وقد اجتمعت المجموعة العربية أمس في باريس برئاسة رئيس الاتحادين السعودي والعربي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الذي قال بالحرف الواحد: "الجميع متفقون على ترشيح بلاتر لما قام به عندما كان أميناً عاماً". وسبق للعرب ان تحركوا بسرعة لتأييد بلاتر لأنه يشكل استمراراً لهافيلانج، وذكر مسؤول عربي ل "الحياة" ان "العرب عملوا سنوات طويلة لتأمين وصول بلاتر الى الرئاسة، ومن تعرفه أفضل ممن لا تعرفه". وفي وقت من الاوقات، عندما اعلنت اوروبا 51 صوتاً تأييدها ليوهانسون وتبعتها افريقيا بايعاز من رئيس الاتحاد الافريقي عيسى حياتو، بدا ان المنصب صار في جيب المسؤول السويدي الذي يرى فيه هافيلانج ألعوبة في أيدي الالمانيين ريتشارد ايغنر الامين الحالي للاتحاد الاوروبي وايجيديوس براون أحد نواب يوهانسون. لكن بلاتر بمساعدة هافيلانج والأميركتين وآسيا خصوصاً العرب فيها، تمكن شيئاً فشيئاً من سحب البساط من تحت قدمي يوهانسون حتى صار الاخير وكأنه معلق في الهواء. وهكذا، ادار افارقة كثيرون ظهورهم لحياتو وصفوّا مع بلاتر لدرجة ان المهاجم المعروف جورج ويا ميلان الايطالي أعلن انه سيكون سفيراً فوق العادة للاداري السويسري الذي لا يكلّ ولا يملّ والذي شارك بقوة في إيصال اللعبة الى ما وصلت اليه من ازدهار. وحتى نيجيريا التي حرمت من استضافة بطولة العالم للشباب قبل اكثر من ثلاث سنوات وهاجمت هافيلانج طويلاًًً صرحت علناً انها تدعم بلاتر. ومع التحركات في القارة الافريقية كانت هناك تحركات في أوروبا، ومع الدنمارك اعلنت فرنسا تأييدها لبلاتر، خصوصاً انه سيعين في حال نجاحه ميشال بلاتيني مديراً رياضياً تنفيذياً في الاتحاد الدولي ليكون مسؤولاً عن المسابقات واللاعبين والحكام. ثم جاء دور انكلترا في الدعم وهو موقف منطقي لأن يوهانسون أيد المانيا وليس انكلترا في ترشيحها لاستضافة مونديال 2006. وحتى الساعة، قد تكون هناك اختراقات اوروبية اخرى لكن في اضيق الحدود. ولا شك في ان هامش العمل امام المرشحين الجديدين ضيق جداً لأن هافيلانج لم يترك شيئاً لغيره وزار جميع الدول المنضمة الى اسرة الاتحاد الدولي باستثناء ناميبيا وعدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة. وهكذا رفع الايرادات بشكل مذهل حتى باتت صناديق الاتحاد تغص بنحو 4 بلايين دولار، وعدد المسابقات من واحدة هي كأس العالم الى 10، وصار للاتحاد ممتلكات داخل سويسرا بقيمة 100مليون دولار، وعدد المنتخبات المشاركة في نهائيات المونديال من 16 الى 24 ثم 32، وتم تخفيض سن الحكام، وتشكلت 20 لجنة داخل الاتحاد يضم كل منها 20 شخصاً. ويعد يوهانسون في برنامجه الانتخابي بمزيد من الوضوح والشفافية والديمقراطية في ادارة شؤون الاتحاد، ومنح الاتحادات القارية مزيداً من الصلاحيات والحرية على أن يكون رؤساؤها نواباً لرئيس الاتحاد الدولي وان يحضر امناء سر الاتحادات القارية اجتماعات المكتب التنفيذي بصورة استشارية. ووعد يوهانسون ايضاً بزيادة حصص الاتحادات الوطنية من الايرادات. اما بلاتر، فوعد بمنح الحكام واللاعبين والمدربين دوراً اكبر، وزيادة اعضاء المكتب التنفيذي. وسيكون هناك صوت واحد لكل اتحاد وطني، وعدد الاتحادات هو 198 لكن هناك 12 اتحاداً حُرمت من التصويت لعدم اشتراكها في اثنتين على الاقل من المسابقات التي نظمها الاتحاد الدولي في السنوات الاربع الاخيرة ومنها اليمن وجيبوتي. وحتى يفوز احد المرشحين من الدور الاول عليه ان يحصل على ثلثي عدد الاصوات. اما في الدور الثاني فتكفي الاغلبية البسيطة النصف زائد 1. والرؤساء السابقون للاتحاد الدولي هم: الفرنسي روبير غيران والانكليزي دانيال وولفول والفرنسي جول ريميه والبلجيكي رودولف سيلدرايرز والانكليزيان ارثر دروري وستانلي راوس ثم هافيلانج.