سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد نداء الحريري وقباني والمطران مطر من أجل تمثيل كل الطوائف في بلدية بيروت . توزيع لوائح طائفية لمحاربة "التوازن" والقائمة المعارضة تستنكر التعتيم الاعلامي
هاجس الحفاظ على التوازن الطائفي في انتخابات المجلس البلدي في العاصمة اللبنانية بيروت، بقي الشغل الشاغل للمعنيين بالاستحقاق قبيل 24 ساعة من عمليات الاقتراع اليوم. وباتت المعركة الانتخابية في العاصمة معركتين، خصوصاً بالنسبة الى رئيس الحكومة رفيق الحريري: الأولى انجاح اعضاء المجلس البلدي مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وفي كل المذاهب في الطائفتين، وهو يعتبر هذا الأمر تحدياً سياسياً يشعر أن الآخرين يتطلعون الى اخفاقه فيه. والثانية السعي الى انجاح لائحة "التوافق البيروتي" التي يدعمها بالتحالف مع النائب تمام سلام وسائر القوى المنضوية فيها، في مواجهة "لائحة بيروت" التي تضم معظم القوى السياسية المعارضة، الإسلامية والمسيحية، ولائحة ثالثة غير مكتملة ستسهم في تشتيت الأصوات بين اللائحتين الرئيسيتين، اضافة الى مرشحين لجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الأحباش منفردين وغيرهما من المنفردين الذين سيتبادلون الأصوات مع آخرين. وفي المعركة الأولى المتعلقة بالحفاظ على التوازن دارت حرب اشاعات وتوزيع لوائح، تولتها أيدٍ خفية في شطري بيروت تحمل 24 اسماً من المذاهب الإسلامية أو 24 اسماً من الطوائف المسيحية، في وقت لم يتم توزيع لوائح الاقتراع العائدة الى اللائحتين الرئيسيتين. واذ هدف توزيع اللوائح الطائفية الى احداث بلبلة فإن رئيس لائحة "التوافق البيروتي" عبدالمنعم العريس اصدر بياناً ظهر أمس نبّه فيه الناخبين الى "هذا الفخ الذي يهدف الى تشويه صورة بيروت، بما هي مدينة العيش المشترك والتوازن الوطني". وحذرهم من "الوقوع فيه خصوصاً ان مراميه واضحة وفي طليعتها اظهار بيروت منقسمة طائفياً لتبرير دعوات البعض الى تقسيمها انتخابياً احياء ودوائر صغرى كي تخدم اولئك الذين لم يشف السلم عطشهم المرضي الى التفتيت والتقسيم، وبحثهم اللاهث عن دور ولو على جثة وحدة البلاد". واعتبر ان "توزيع هذين اللونين من اوراق الاقتراع يهدف في وضوح الى استفزاز واستفزاز مضاد، لدفع الغرائز الى التحكم بعملية الاقتراع". ورأى ان "ليس من باب المصادفة توزيع هذه الاوراق المشبوهة في ظل توجه بعض وسائل الاعلام الى استباق النتائج وتوقع النجاح لهذا المخطط وتوسيع افقه". وأهاب بأهل بيروت ان "يتنبهوا الى هذا الفخ". واعتبر "المقترع للون واحد يستوي في الاضرار ببيروت بالممتنع عن الاقتراع للمجلس البلدي". وكانت "لائحة بيروت" برئاسة عبدالحميد فاخوري اقامت مهرجاناً مساء اول من امس، حملت فيه على منطق التوافق الفوقي، منتقدة اللائحة المنافسة. واعتبرت المرشحة على اللائحة محاسن العجم "اننا نواجه تعتيماً اعلامياً شديداً على كل نشاطاتنا وكل الوسائل الاعلامية تعود الى السلطة وممنوع ظهورنا عليها". وأضافت "ان اعتمادنا الوحيد على ضمير الاهالي". وفي التحركات والمواقف، زار الرئيس الحريري دار الفتوى ليل أول من أمس، وقال المفتي محمد رشيد قباني مخاطباً اياه "نحن نعيش كلنا في هذا الوطن، فإذا اراد غيرنا ان يتطرف فلن نعطيه اي ذريعة والتوازن ينبع من انفسنا لا من قانون الانتخابات". والتقى الحريري وقباني عدداً من المشايخ والعلماء واكدوا انهم سيدعون الناخبين الى الاقتراع المتوازن، وشدد الأمين العام ل"الجماعة الإسلامية" الشيخ فيصل المولوي على "انها ستدعو مناصريها الى الاقتراع المتوازن". ووجه الحريري ليل أول من أمس نداء الى أهالي بيروت دعاهم فيه الى "حماية التوازن وجعل العيش المشترك أساساً في ورقة اقتراعنا يوم الأحد". واعتبر "ان الداعي الى الاعتكاف مثله كالداعي الى لون واحد للمجلس البلدي وكلاهما يعمل على ضرب معنى بيروت ووحدتها وتوازنها". وقال "انها بمسلميها ومسيحييها، مدعوة الى لقاء طال انتظاره. انتم على موعد مع انفسكم وضمائركم وتاريخكم وأصالتكم ورسالة مدينتكم في العيش المشترك". ودعا الى التصويت "للسلام الأهلي والوطن الواحد والمدينة الواحدة". ودعا مطران بيروت للموارنة بولس مطر ابناءها الى التفاعل في ما بينهم ايجاباً فيختار المسيحي المسلم والمسلم المسيحي. وقال "بمقدار ما يكون هناك توافق ويحترم الناس بعضهم نتقدم بلبنان خطوة كبيرة الى الامام". وطالب بالمشاركة الكثيفة في الاقتراع. وكانت قيادات مسيحية اصدرت ليل أول من أمس بياناً دعا أبناء بيروت الى "حصر مشاركتهم في الانتخابات في المجال الاختياري البلدي". وأبرز موقعيه رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون والرئيس السابق أمين الجميل، اضافة الى الزميل جبران تويني. والمعلوم أن العماد ميشال عون اعلن تأييده للائحة بيروت المعارضة التي لتياره فيها ثلاثة مرشحين. واعتبر النائب ميشال فرعون "أن الذين دعوا الى عدم المشاركة هم أنفسهم الذين طالبوا قبل شهر بالتوافق". وقال "ان الانتخابات تعدت الشأن البلدي وأصبحت سياسية". وسأل الوزير السابق أسعد رزق "لماذا الاعتراض على قانون البلديات فقط عندما تأكد حصول هذه الانتخابات؟". ودعا المواطنين الى "تحكيم عقولهم والمسيحيين الى خوض المعركة والتصويت". واعتبر ان "المعارضة في الانتخابات النيابية اوصلتنا الى ما وصلنا اليه وفي الانتخابات البلدية ستوصلنا الى كارثة اخرى وهكذا لا نكون نحكّم عقلنا بل الوهم". واستقبل رئيس حزب الكتائب جورج سعادة وفداً من حركة "أمل" ضم النائبين حسين يتيم وعلي حسن خليل والدكتور حسن يوسف موفدين من الرئيس نبيه بري. وعرضوا التطورات المحيطة بالعملية الانتخابية عشية المرحلة الثالثة منها. وشدد المجتمعون على ضرورة التصويت ل"لائحة التوافق البيروتي" التي ضمت مرشحين للحزب والحركة والعمل بكل الوسائل لضمان التوازن الوطني في العاصمة. وفي الجنوب، يبقى التنافس على اشده في معظم القرى والبلدات، خصوصاً بين "حركة وأمل" و"حزب الله"، وفي صيدا بين النائبة بهية الحريري والنائب مصطفى سعد. وفي جويا كبرى بلدات قضاء صور تدور منافسة حامية بين لائحتين الاولى مكتملة من 18 مرشحاً برئاسة جواد رضا مدعومة من "حزب الله" والنائب السابق يوسف حمود والثانية غير مكتملة 15 مرشحاً برئاسة علي الجمال ويساندها الرئيس بري وسيكون للعائلات دور في حسمها.