لم تكتفِ الماكينات الانتخابية للوائح المرشحين الى المجالس البلدية بحشد المقترعين المقيمين في لبنان، وباستقدام من يقطن منهم مدناً غير تلك التي وردت اسماؤهم في لوائح شطبها، بل تعدت ذلك الى خارج الحدود اللبنانية. وفي أحيانٍ كثيرة اقترع اللبنانيون وسيقترعون عبر القارات اذ امتلأت لوائح حجوزات شركات الطيران المنظمة رحلاتها من أميركا وأفريقيا والخليج العربي. ووجهة الاسباب التي حدت باللبنانيين المغتربين الى المجيء الى مدنهم وبلداتهم للاقتراع كثيرة، منها ان قوى وتيارات وضعت امكاناتها في تصرفهم وحجزت لهم مقاعد على الطائرات وتدخلت لمنحهم اجازات من اعمالهم في المغتربات كما حصل مع بعض ابناء مدينة صيدا، اذ يردد كثر من أقارب مغتربين في الخليج انهم يحضرون للاقتراع نهار الاحد المقبل، وكذلك حصل في قرى وبلدات جنوبية ترشح الى المجلس البلدي فيها اثرىاء مغتربون استقدموا أقاربهم وموظفيهم الذين غالباً ما يكونون من أبناء بلداتهم. ففي بلدة الزرارية مثلاً، تتنافس عائلتان على المجلس البلدي هما مروّة وزرقط، وعلى رأس كل لائحة مغترب ووراءها طبعاً غطاء سياسي. آل مروّة يدعمهم "حزب الله" والحزب الشيوعي. وآل زرقط "حركة أمل". وقيل ان المغتربين اللذين ارسلا في طلب الاقارب من ساحل العاج وهم سيحضرون على طائرة واحدة السبت المقبل وسيجلسون فيها متقاربين ليقترعوا لعائلاتهم المتنافسة دفعوا نفقات السفر كاملة. وكذلك في قانا في قضاء صور حيث ارسل آل عطية كبرى عائلات البلدة في طلب أبناء العائلة من المغتربات الافريقية، ليكونوا سنداً لها بعدما شكلت لائحتها بعيداً من ائتلافات الاحزاب. ويقول مرشح من البلدة ان طائرتين كاملتين نقلتا عدداً من ابناء قانا الى بيروت اما في بلدة جويا فعماد الترشح والانتخاب فيها هو الاغتراب. حتى اولئك الوجهاء المقيمون في البلدة او بيروت سبق ان حصلوا وجهاتهم هناك في أفريقيا، وعائدات البلدية ستكون في الدرجة الاولى من اموال أبناء البلدة في تلك القارة، فليس غريباً، والحال هذه، أن تحمل كل طائرة آتية منها الى بيروت عشرات من أبناء البلدة. الآتين لمساندة أقاربهم المتنافسين على البلدية. هذا في الجنوب، اما في المحافظات التي اجريت فيها الانتخابات البلدية أي جبل لبنان والشمال، فالامر على ما يبدو ليس مختلفاً. ففي بلدة عينطورة في قضاء المتن جاء اكثر من مئتي مغترب معظمهم من الحزب القومي السوري الذي نفى ان يكون طلب منهم ذلك، موضحاً ان خطوتهم كانت بمبادرة شخصية منهم. والامر نفسه حصل في بلدة ضهور الشوير. وقال صاحب مكتب للسفر ان عدد العكاريين الذين جاءوا في هذه المناسبة من أميركا وأستراليا يصل الى حدود ألف ومئتي شخص. وقال ان الكثيرين منهم يأتون كل عام، لكنهم استعجلو في مجيئهم هذه السنة حتى يتمكنوا من الاقتراع.