صويلي هلونين مكونين فنانة فنلندية ترسم على الزجاج منذ ثلاثة عشر عاماً. درست العلوم الاجتماعية في جامعة Tempera في فنلندا ودرست تقنية Teffany في عمل وتلوين الزجاج في مدرسة فنون Liminka. اهتمت بأشكال مختلفة من الفن في حياتها واستخدمت الزجاج في فن النحت وأجادت الرسم بالزيت. شاركت في معارض فنية مع مجموعة من الفنانين بين 1964 و995 وأقامت معارض شخصية في فن الزجاج بين 1992 و1998، آخرها المعرض الذي أقيم في السفارة الفنلندية في الرياض قبل أيام. وكإمرأة تشتغل في الرسم على الزجاج سألنا صويلي عن العلاقة من وجهة نظرها بين المرأة والزجاج؟ تقول: "قد يكون ذلك من ناحية أن في الزجاج تنوعاً وجمالاً أخّاذاً وشفافية عالية، خصوصاً إذا شكلته يُدُ متمكنة فأبدعت في إخراجه بطريقة تنبئ عن جمالها الداخلي... وكذلك المرأة". وتبرر اختيارها الرسم على خامة الزجاج بأن الفنلنديين عموماً "يعتبرون جافيّن وعمليين الى حد كبير، وبرسمي على الزجاج أعطي سعادة ومشاعر طيبة وأساهم في تغيير الانطباع السائد لدى الناس الذين يتصورون الزجاج شيئاً واحداً فقط وهو أنه قابل للكسر والتحطيم. فلا بد أن ينظروا الى الجانب الجمالي كما انظر إليه إذا علقتُ قطعة زجاج على نافذة مطلة على ضوء". وشعور صويلي تجاه خامة الزجاج قبل أن ترسم عليها لا يختلف كثيراً عن شعورها بعد انتهائها من الرسم: "أرى الخامة في مخيلتي بشكلها الجميل، وأتصورها مرسومة قبل أن أبدأ في تطبيق فكرتي". وتضيف: "هناك أنواع من الزجاج اكتشف انها تعلو على خيالي الذي صورها بشكل أقلّ من شكلها البهيّ بعد رسمي عليها". وتفضل الفنانة الزجاج الشفاف الذي يمكنها من رؤية المناظر الخلابة من ورائه إذا علقته على نافذة مطلة على شارع أو حديقة، فيزيد من جمال وتجدد المشهد اليومي ولا يبدو كذلك عند تعليقه على حائط كتحفة بلا قيمة. والزجاج الذي ترسم عليه ليس مرتبطاً بوقت، فلا توجد رسومات زجاجية نهارية وأخرى تناسب العتمة: "لا أفكر بالوقت عندما ألون وأرسم لكني أعبر عما أود أن يصل إلى الناس فقط لا غير". وتنفي صويلي الاعتقاد السائد لدى الوسط الفني بأن الرسم على الزجاج لا يحظى بالإقبال الذي تحظى به الفنون الإبداعية الأخرى تشكيل، خزف، نحت. إذ هناك كثيرون يتذوقون الرسم على الزجاج لكنهم لا يقتنونه لغلائه، وليس لخوفهم من سرعة فناء الزجاج كما تقول. بين أرواح البشر وأنواع الزجاج علاقة تحللها صويلي: "الزجاج يمكن أن يتنافر ولا ينسجم مع بعضه. فهناك أنواع لا بد أن اجربها أولاً لأعرف مدى قابليتها للانسجام مع نوع آخر من الزجاج عند تسخينها في الفرن". هذه الحساسية التي تتعامل بها الرسامة مع الزجاج تغذيها من تأملها لمعادن وخامات أخرى، فهي معجبة جداً بالأبواب الخشبية القديمة في الرياض وقد أوحت لها بفكرة عمل ابواب زجاجية بالتصميم نفسه ومن ثم تلوينها. الزجاج الذي يشف عن نوايانا ويرينا ملامحنا التي نتعجب منها أحياناً أو نتناساها، هل نجح رساموه في تعزيز مثل ذلك الشعور في ذهن المتلقي؟ لوحات صويلي الزجاجية التي لا تنكسر في الأعماق قد تجيب عن ذلك السؤال.