يستند قرص الكومبيوتر "سي دي - روم" المدمج الذي يحمل عنوان "ممالك النيل التاريخية في السودان" الى المعرض الذي يحمل الاسم نفسه ويطوف اوروبا منذ العام 1996. وسيقدم القرص لمن حالفه الحظ وشاهد المعرض تسجيلاً دائماً له. وبالنسبة لمن فاته المعرض، ستكون مشاهدة القرص بديلاً تعليمياً مثيراً وممتعاً للغاية. وفي الوقت الذي اقترن اسم السودان كثيراً في السنوات الاخيرة بصور سلبية عن الفوضى السياسية والمجاعة، فان المعرض وقرص ال "سي دي - روم" يعرضان الحضارات الكثيرة التي نشأت في هذه المنطقة خلال السبعة آلاف سنة الماضية ونتاجاتها الفنية الرائعة . انتجت القرص شركة "سندباد مالتيميديا" في لندن بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس والناشر الفرنسي "اديشنز فلاماريون". وهو متوافق مع برنامج "ويندوز" للكومبيوتر الشخصي ومع بيئة "ابل ماكينتوش". ويتضمن القرص نسخة انكليزية واخرى فرنسية. صُمّم القرص بطريقة تنطوي على خيال واسع، كما ان تشغيله ممتع. وتصاحب العرض موسيقى سودانية تتغير خلال المقاطع المختلفة. ويحتوي القرص اربعة اقسام رئيسية: الاول بعنوان "رحلة في الزمن" ويتيح للمشاهد ان يختار واحدة من حوالي 30 فترة تاريخية مختلفة. أولى هذه الفترات هي العصر الحجري الحديث الذي يمتد من 5000 الى 2800 قبل الميلاد، بينما تبدأ الاخيرة بالنداء العالمي الذي اطلقته عام 1960 منظمة "اليونيسكو" التابعة للامم المتحدة لانقاذ النصب الرومانية والمصرية في السودان في المناطق التي غمرتها المياه عند نشوء بحيرة ناصر الاصطناعية نتيجة لبناء السد العالي في اسوان. القسم الثاني من القرص، بعنوان "ممالك النيل"، يتضمن استكشافاً للحضارات الرئيسية التي استقرت في وادي النيل الجنوبي، خصوصاً في النوبة. ويبدأ بعرض شخوص منتصبة مثل تلك التي يمكن مشاهدتها في نقوش بارزة في المعابد. بعدها يأتي صوت الراوية ليخبرنا باننا سنُنقل الى عالم اختفى، ويبدأ احد الشخوص بالسير ليدخل ضريحاً تاريخياً ترتفع فيه المياه تماماً كما فعلت بحيرة ناصر. ثم يصعد على متن قارب ويجذف مبتعداً. تعرض الشاشة بعدها خريطة لنهر النيل، مع اعطاء المشاهد فرصة الاطلاع على عشر ممالك، بدءاً بمملكة كرمة التي كانت اول مملكة افريقية ودامت حوالي الف سنة من 2500 قبل الميلاد. ومن ضمن الحضارات الاخرى تلك التي نشأت خلال المرحلة المصرية في السودان: المملكة القديمة والمتوسطة والمملكة الجديدة. كما توجد مملكة نبتة ومملكة مروي التي استمرت من 350 الى 275 قبل الميلاد. وتحتوي الصفحات عن كل مملكة، بالاضافة الى النص المكتوب، صوراً فوتوغرافية عن مواد من المعرض، من بينها كنوز رائعة من الذهب وتماثيل صغيرة وآنية من الخزف وتماثيل ونقوش بارزة. ويرافق كل عمل فني معلومات عنه واين عُثر عليه والمتحف او المجموعة التي يُحفظ فيها. القسم الثالث من القرص، الذي يحمل عنوان "صور الممالك المفقودة"، يعطي المشاهد الفرصة لنقل الكثير من الصور الفوتوغرافية للمواد المعروضة الى قرص التخزين في جهاز الكومبيوتر الخاص به. ويقدم القرص سرداً بالكلمات العسيرة وشرحاً لها في القسم الرابع منه. وهو عبارة عن لائحة شاملة بشتى المصطلحات الفنية والتاريخية ذات الصلة بالنيل ومصر القديمة والحديثة وتاريخ السودان وجغرافيته. ويمكن فتح كل مصطلح للحصول على معلومات عنه. ومن المزايا القيمة للقرص العدد الكبير من ادوات الربط التي تتضمنها صفحاته. على سبيل المثال، تحتوي الصفحات في قسمي "رحلة في الزمن" و "حضارات النيل" الكثير من ادوات الربط التي تقود الى سرد الكلمات العسيرة، حيث يمكن للمشاهد ان يعثر فوراً على شرح لمصطلحات او اسماء اماكن او شخصيات تاريخية غير مألوفة. يمثل القرص مثالاً ممتازاً على استخدام هذه الاداة الاعلامية لاغراض تعليمية. وسيكون مفيداً جداً لكل من يبدي اهتماماً بتاريخ السودان ووادي النيل، وللمهتمين بعلم الاثار القديمة والنتاجات الفنية الرائعة للانسان في تلك المنطقة خلال السبعة الاف سنة الماضية. ان استخدامه ممتع للغاية، وسيجذب اليه الاطفال والكبار على السواء. وتستعد شركة "سندباد ميديا" حالياً لاصدار قرص "سي دي - روم" يستند على كتاب "الدليل الجديد للشرق الاوسط" The New A-Z of the Middle East، تأليف الصحافيين الفرنسيين الن غريش ودومينيك فيدال اللذين يعملان في "لوموند ديبلوماتيك". وتتوقع الشركة اصدار القرص في نهاية الصيف المقبل.