شدد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس على أهمية انعقاد القمة العربية العاجلة التي تجرى المشاورات العربية في شأنها، واعتبر موقف العاهل الأردني الملك حسين داعماً للقضية الفلسطينية. وكان عرفات يتحدث في ختام اجتماع عقده في مقر اقامته في غزة امس مع وزير العدل الأردني السيد رياض الشكعة. وقال عرفات ان الاسرائيليين ما زالوا مصممين على تصعيد التوتر والتهرب من تنفيذ الاتفاقات الموقعة. واشار الى انه بحث مع الوزير الأردني في سبل الاستفادة من الجهود الأردنية المبذولة، لانقاذ عملية السلام. ومن جهته أكد الشكعة على دعم الأردن للحقوق الوطنية الفلسطينية، وقال عن القمة العربية ان "ما يتفق عليه العرب، الأردن داعم له". الى ذلك، اعتبر نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ان الأيام الأربعة أو الخمسة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير المبادرة الاميركية. وكانت مصادر فلسطينية ذكرت ل "الحياة" ان الرئيس الفلسطيني اعطى مهلة اسبوعين للإدارة الاميركية لمحاولة اقناع الحكومة الاسرائيلية بمقترحاتها، ابتداء من يوم 22 ايار مايو الماضي. وأشار أحمد عبدالرحمن امين سر مجلس الوزراء في السلطة الوطنية الفلسطينية، الى ان هناك الآن "ما يشبه حرب استنزاف يمارسها رئيس الحكومة الاسرائيلية لاستنزاف هذه المقترحات الاميركية وتفريغها من مضمونها". لكنه أكد ان الادارة الاميركية ما زالت متمسكة بمقترحاتها، وأن وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ابلغت ذلك الى الرئيس الفلسطيني في اتصالات اجرتها معه قبل أيام. واعتبر عبدالرحمن ان آخر موعد لاختبار نجاح المحاولات الاميركية المبذولة هو نهاية الاسبوع الجاري، محذراً من انه "في حال فشلت كل الجهود المبذولة الآن في إرغام الحكومة الاسرائيلية على قبول تنفيذ الاتفاقات، وفي حال احجمت الادارة الاميركية وأوروبا عن فرض عقوبات على اسرائيل، فلن يبقى سوى آخر العلاج وهو الكي"، مشيراً الى احتمال عودة الشعب الفلسطيني الى الانتفاضة. ورد وزير الثقافة والاعلام في السلطة الفلسطينية ياسر عبدربه على تصريحات أدلى بها ديفيد بار ايلان المستشار الاعلامي لنتانياهو اعتبر فيها ان دعوة الفلسطينيين الى عقد قمة عربية خرق لاتفاقات اوسلو. وتساءل عبدالرحمن في هذا الصدد ان كانت اقامة المستوطنات ورفض اعادة الانتشار ورفض فتح مطار غزة ومينائها والممر الآمن أموراً تنسجم واتفاقات اوسلو. ووصف عبدربه مستشار نتانياهو بأنه "شخص عنصري معروف، وهو يمارس يومياً ألاعيب وهلوسات إعلامية سخيفة، لا يستحق الرد عليها". وفي اطار آخر، حدد عبدربه، أربعة أهداف يطلبها الفلسطينيون من القمة العربية المزمع انعقادها: تعزيز وحدة الموقف العربي، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على الأرض، والتأكيد على وقف التطبيع العربي مع اسرائيل، واتخاذ خطوات فاعلة لدعم صمود الفلسطينيين، خصوصاً في القدس. وقال: "إننا نريدها قمة للقدس". ورأى عبدربه ان الخلافات على مكان عقد القمة، أو شكلها هو أبسط القضايا المطروحة، معتبراً ان المهم هو "كيف نستطيع عقد قمة ناجحة وفعالة نضمن لها نتائج ايجابية".