الجزائر - أ ف ب - دعت جبهة القوى الاشتراكية الجزائرية الى التظاهر سلماً غداً الثلثاء في شوارع العاصمة الجزائرية دعماً للسلام بعد اعمال العنف التي جرت الجمعة والسبت الماضيين في اربع مدن في منطقة القبائل. وأوضحت الجبهة التي يرأسها حسين آيت احمد وتعتبر احد ابرز احزاب المعارضة في الجزائر، ان هذه التظاهرة تهدف ايضاً الى المطالبة بالاعتراف باللغة الامازيغية، لغة البربر كلغة وطنية ورسمية، مع العلم ان قانون التعريب سيدخل حيز التنفيذ في الخامس من تموز يوليو المقبل. وقالت الجبهة في بيان ان "تطورات خطيرة تجري في القبائل"، وأضافت ان "اتساع التظاهرات الشعبية هو تكذيب قاطع لمنطق التطبيع السلطوي". وأضاف البيان ان "تعميم اللغة العربية يأتي ليضاف الى كل التهميشات الاخرى". وأوضح ان "الجزائر لن تكون رهينة دولة بوليسية او جمهورية اصولية". وكان شابان قتلا بالرصاص السبت في تيزي وزو وسيدي عيش في منطقة القبائل كما نهبت وأحرقت مبان حكومية في المدينتين. وتأتي اعمال العنف هذه بعد اغتيال المطرب البربري معطوب الوناس الخميس الماضي ودُفن امس في منطقة القبائل. الى ذلك، صرح رئيس حزب "التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية" سعيد سعدي في مقابلة مع صحيفة "لومانيتيه" الفرنسية صدرت اول من امس ان القانون الخاص بتعميم التعريب في الجزائر "مضر بالبلاد". واعتبر سعدي ان "هذا الاجراء الذي اقلق العديدين هو قانون مضر بالبلاد ... لم يتخذ هذا القانون للمساهمة في تنمية اللغة العربية بل اتخذ ضد اللغتين الفرنسية والبربرية". وأوضح ان "النظام الحالي يخشى الاحزاب الديموقراطية اكثر مما يخشى الاسلاميين. وهذا يؤدي الى القضاء على الذين يتصدون الى السودنة التي تجتاح الجزائر. والاسلاميون يقومون بذلك بقتل من يضايقهم بينما يفعل الحكم الشيء نفسه بتهميشهم". وقال "هل تعلمون ان هناك ثلاثة آلاف مسؤول معتقل بينما يحال آلاف آخرون على التقاعد ولم تتجاوز اعمارهم 40 او 50 سنة؟ ان التعريب هو طريقة من الطرق التي تستعمل لتهميشهم". واعتبر ان "هذا يمكن ان يؤدي الى كارثة وطنية". وقال سعدي انه من الصعب التحكم في خطر وقوع انفجار في بلاد القبائل اليوم اكثر من الماضي كما كان الحال في تشرين الأول اكتوبر 1988.