كشفت مصادر مطلعة في عاصمة غربية ل "الحياة" ان ايران تلعب، الى جانب آخرين، دوراً في جهود ترمي الى توحيد تنظيمي "الجماعة الاسلامية" و"الجهاد" المصريين، وهي جهود أشير الى انها اسفرت عن تأسيس "الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين". وأكدت المصادر ان مراكز قوى في ايران تشارك مباشرة في هذه المساعي. معروف ان "الجبهة العالمية" أصدرت في شباط فبراير الماضي بياناً تأسيسياً وقعه اسامة بن لادن ورئيس مجلس شورى "الجماعة الاسلامية" رفاعي احمد طه وزعيم جماعة "الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري وسكرتير جمعية علماء باكستان مير حمزة وأمير حركة الأنصار الباكستانية فضل الرحمن خليل وأمير حركة الجهاد في بنغلادش الشيخ عبدالسلام محمد. وتجري السلطات المصرية حالياً تحقيقاً مع أحد أنصار بن لادن في شأن "الجبهة العالمية"، كما ذكرت "الحياة" أمس. وأوضحت المصادر ذاتها، بناء على معلومات استقتها من جهات استخباراتية في الشرق الأوسط، ان مسؤولا ايرانيا يلعب دوراً مهماً في مساعي التقريب بين التنظيمين. وأشارت المصادر نفسها الى ان ايران سعت الى توحيد التنظيمين منذ عهد الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني. وبين ايلول سبتمبر وتشرين الاول اكتوبر 1996، عُقد لقاء في طهران رأسه وزير الاستخبارات السابق علي فلاحيان وشارك فيه ممثلون عن وزارة الداخلية والارشاد الاسلامي والشؤون الخارجية ومندوبون عن التنظيمين المصريين. ومثل "الجهاد" كمال عجيزة، وهو أحد مساعدي زعيمها أيمن الظواهري ويقيم في طهران، بينما مثل "الجماعة" زعيمها مصطفى حمزة الذي وصل الى ايران عبر افغانستان، ويُعتقد ان بن لادن يقيم في معقل جبلي فيها، بجواز سفر ديبلوماسي ايراني. وأضافت ان خطة أقرت في ذلك الاجتماع للقيام بعمليات ارهابية تمولها ايران وبن لادن نصت على تنفيذ عمليات ارهابية خلال مؤتمر القمة الاقتصادية في القاهرة، لكن التنفيذ لم يتم بعد نجاح أجهزة الأمن المصرية في احباطها. وأدى فشل الخطة ووجود الرئيس سيد محمد خاتمي في السلطة الى صرف النظر عن خطط توحيد "الجماعة" و"الجهاد" على رغم تأكيد المصادر نفسها ان ممثلين عن وزارة الاستخبارات الايرانية واصلوا درس احتمالات التوحيد مع ممثلين عن الجماعتين المصريتين. 3 اسباب لكن الجهود الايرانية تجددت مطلع السنة الجارية لأسباب أوجزتها المصادر بما يأتي: 1 تطوير عمل أجهزة الامن المصرية، خصوصاً في ملاحقة ناشطي التنظيمين الأمر الذي عرقل كثيراً مواصلة نشاطاتهما في الاراضي المصرية. 2 على رغم مشاركة وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى في القمة الاسلامية في طهران، إلا ان ذلك لم تتبعه خطوات عملية لتقارب جدي بين البلدين. 3 نتائج نجمت عن العملية الارهابية في الأقصر، خصوصاً إعلان قسم من قيادة "الجماعة" موجود في السجن وقف دعمه للارهاب، الأمر الذي عمق الخلافات داخل التنظيم. وتابعت هذه المصادر انه في ضوء هذه الخلفية عُقد مطلع هذه السنة اجتماع في طهران حضره عجيزة وممثل عن رئيس مجلس الشورى لتنظيم "الجماعة" رفاعي احمد طه ومسؤولون عن وزارة الاستخبارات الايرانية. وشدد هؤلاء أمام الحاضرين على امكانات تأمين الاموال وتحسين التدريبات والنشاطات العملياتية اذا اتفق التنظيمان على التعاون من اجل كسر الجمود. وأكدت المصادر نفسها ان ممثلي التنظيمين المصريين وافقوا على تحقيق عملية توحيدية تدريجاً على ان توافق قيادتاهما على كل مرحلة قبل تنفيذها. يُذكر ان مكتب الاعلام التابع ل "الجهاد" أصدر في الثاني من آذار مارس الماضي، أي بعد اجتماع طهران، بياناً رفض فيه "الحلول الجزئية" معتبرا ان "الجهاد" هو الاسلوب الوحيد لتحقيق أهداف المنظمة في مصر