قرر الاتحاد التونسي لكرة القدم صباح الثلثاء غداة هزيمة المنتخب الوطني التونسي امام كولومبيا صفر/1، اقالة مدرب منتخبه الوطني البولندي/ هنري كاسبرجاك. ولم يشكل هذا القرار مفاجأة بالنسبة الى الاوساط القريبة من المنتخب الوطني التي كانت تتوقع حدوثه خاصة في حال تعرض المنتخب التونسي لهزيمة ثانية. فالمدرب كاسبرجاك الذي تولى الاشراف على ادارة الشؤون الفنية للمنتخب التونسي عقب خيبة الاول في بطولة أمم افريقيا 94 التي اقيمت في تونس وخرج منها الفريق التونسي من الدور الاول، تعرض منذ مدة ولا سيما عقب بطولة امم افريقيا الاخيرة 98 التي جرت في بوركينا فاسو لانتقادات عدة سواء من بعض اجهة الاعلام او من بعض المسؤولين عن الاندية التونسية او المدربين. وتناولت هذه الانتقادات طريقة عمل المدرب في ما يتعلق باختيار اللاعبين او ببرنامج اعداد المنتخب للمونديال الفرنسي. وعلى الرغم من هذه الانتقادات التي جاءت احياناً من بعض الاطراف الفاعلة في المجال الرياضي، فان الاتحاد التونسي لكرة القدم اكد دعمه للمدرب الذي منح صلاحيات كبيرة ووفرت له الجهات المسؤولة افضل ظروف العمل. وساهمت النتائج المتواضعة التي حققها المنتخب التونسي خلال بطولة امم افريقيا 98 في بوركينا فاسو في تقوية الجبهة المناهضة لكاسبرجاك وهو ما جعل الاتحاد التونسي يؤجل موعد الدخول في مفاوضات مع المدرب من اجل تجديد عقده. وفي هذه الفترة اعلن ان كاسبرجاك يقوم باتصالات مع بعض الاندية الفرنسية والاوروبية وحتى العربية لكن المدرب البولندي نفى جديتها مبيناً انه في انتظار موقف الاتحاد التونسي الذي لم يحرّك بدوره ساكناً وكان ينتظر كما يشير بعض المعلومات نتائج المونديال الفرنسي ليتخذ في ضوئها قراره في هذا الشأن. وبعد طول انتظار ومع انطلاق المونديال الفرنسي اعلن كاسبرجاك في مدينة مونتاليمار الفرنسية مقر اقامة المنتخب التونسي خلال بطولة كأس العالم انه تعاقد رسمياً مع نادي باستيا الفرنسي. وقوبل هذا الاعلان الذي جاء عشية مباراة تونس وانكلترا بشيء من الامتعاض من قبل بعض اعضاء الاتحاد التونسي لكرة القدم الذين كانوا يفضلون ان يتم ذلك بعد المونديال لا قبله حتى لا يدخل الارتباك في صفوف الفريق. وكانت هزيمة المنتخب التونسي امام انكلترا بسبب الخطة التكتيكية التي اعتمدها المدرب بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير فشنّت حملة اعلامية جديدة ضد كاسبرجاك وبقي قرار اقالته رهن نتيجة مباراة تونسوكولومبيا التي اهدر خلالها المنتخب التونسي فوزاً في متناوله وهو ما شكّل خيبة امل كبيرة لدى الجماهير الرياضية في تونس… وتناولت اجهزة الاعلام تحليل المباراة بإسهاب، مشيرة الى غياب الفاعلية الهجومية ومنتقدة بشدة المدرب على التغييرات غير الموفقة التي قام بها حين كان الفريق ضاغطاً على المنتخب الكولومبي. وكان لرئيس نادي الترجي الرياضي سليم شيبوب نصيب وافر من الانتقادات الموجهة الى كاسبرجاك حيث وجّه خلال النقل المباشر لمباراة تونسوكولومبيا من خلال احدى القنوات التلفزيونية الخاصة انتقادات لاذعة الى مدرب المنتخب التونسي. وبرر الاتحاد التونسي قرار الاقالة بتصرفات كاسبرجاك وخاصة اعلانه قبل انطلاق بطولة كأس العالم انتقاله لتدريب فريق باستيا الفرنسي وهو ما ادخل حسب رأي الاتحاد "الارتباك في صفوف المنتخب وكانت له انعكاسات سلبية". ويرى الفريق المساند لكاسبرجاك ان هذا المدرب قام بما هو مطلوب منه عندما تم التعاقد معه وهو تأهل منتخب تونس لبطولة أمم افريقيا وبطولة كأس العالم 98 وهو ما حصل فعلاً. ويرى بعض الاوساط المطلعة انه لا يستبعد اتخاذ قرارات اخرى قد تشمل الجهاز الاداري للمنتخب وربما اتحاد كرة القدم نفسه وذلك بعد عودة المنتخب الى تونس.