قبل 20 عاماً شاركت تونس للمرة الاولى في المونديال الذي نظمته الارجنتين العام 78 وحققت اول فوز لمنتخب عربي وافريقي في النهائيات عندما فازت على المكسيك 3-1. كما تعادلت مع المانيا حاملة اللقب وخسرت بهدف يتيم امام بولندا وغادرت الدور الاول مرفوعة الرأس، ولقيت استقبال الابطال تونسياً وافريقياً علماً ان نتائجها دفعت فرقاً افريقية اخرى لتقديم مستويات رفيعة في المونديالات التالية ما اقنع الاتحاد الدولي بضرورة زيادة عدد الفرق الافريقية في النهائيات. ولم ينس الجمهور التونسي طارق دياب ورفاقه خصوصاً ان مستوى تونس هبط بعد 78 ولم تبرز على الساحة الافريقية ولم تطرق باب المونديال الا الان، فبقي الحنين الى جيل 78 كبيراً. لكن النقاد لا يتوقعون الكثير من المنتخب التونسي هذه المرة في فرنسا خصوصاً انه وقع في مجموعة صعبة تضم فرقاً لها باع طويل مثل انكلترا بطلة العام 66 ورومانيا التي بلغت ربع نهائي المونديال السابق وكولومبيا التي تملك منتخباً مجرباً. ويظن النقاد ان تونس ستكون جسراً تعبر عليه المنتخبات الاخرى لتحسين فارق اهدافها وحتى اكثر المتفائلين بحظوظ المنتخب لا يتوقع له التأهل الى الدور الثاني. لكن نتائج الفريق في التصفيات تشير الى امكانية تحقيقه مفاجأة او اكثر اذ انهى مشواره فيها من دون خسارة في مجموعة ضمت منتخب مصر الذي توج الربيع الماضي بطلا للقارة الافريقية. لكن مستواه بعد التصفيات هبط بشكل لافت وتلقى خسارات نكراء امام استراليا ويوغوسلافيا استعداداً للمونديال وفشل في تخطي ربع النهائي في بطولة الامم الافريقية اثر سقوطه امام بوركينا فاسو المستضيفة. ويحاول المدرب الفرنسي البولندي الاصل هنري كاسبرجاك اصلاح الخلل في الفريق الذي قدم مستويات ثابتة من 94 الى 97 قبل ان يظهر مفككاً هذا العام. وظنّ المدرب انه وجد الحلّ في لاعب الوسط حسان القابسي لكن الاخير اصيب في اربطة الركبة بعد بطولة الامم الافريقية وسيغيب عن الملاعب ستة اشهر وبالتالي عن المونديال في النهائيات، فازدادت متاعب المدرب. وكان القابسي تألق في بطولة الامم الافريقية الاخيرة وكان احد الايجابيات القليلة في المنتخب التونسي خلال تلك البطولة، واختير من بين افضل 11 لاعباً في البطولة. وقد يجد كاسبرجاك ضالته في زياد تلمساني "الخبير" البالغ من العمر 32 عاماً الذي لعب في الدوري الياباني بعدما امضى مواسم ناجحة في الدوري البرتغالي. وقد عاد اللاعب الى نادي الترجي وقاده الى لقب الدوري التونسي والى لقب كأس الاتحاد الافريقي وقدم عروضاً لافتة. ويأمل المدرب ان يعطي وجود تلمساني الحافز للمهاجمين الاخرين الشباب لتقديم كل ما في جعبتهم من مواهب للحفاظ على مركزهم الاساسي. لكن هدف تونس الاساسي في فرنسا سيكون تجنب الخسارات الكبيرة في المونديال واحراز نقطة او نقطتين كحد اقصى في النهائيات. ويحاول كاسبرجاك تحويل دفاعه الى قلعة يصعب اختراقها لكن النتائج والاهداف التي هزت شباك المنتخب في المباريات الودية تؤكد انه لا يزال بعيداً جداً عن هدفه. وسيكون من الصعب على مدافعي تونس احتواء مهاجمين امثال الروماني ايلي والانكليزي شيرر والكولومبي اسبريا. ويحتار كاسبرجاك في الاختيار بين الحارسين الكبيرين بونمجل الذي يملك خبرة اللعب في اوروبا والواعر صاحب الخبرة الواسعة محلياً وافريقياً وخاض مباريات دولية حوالي 50 مباراة دولية. ويقود خط الدفاع قائد الفريق سامي الطرابلسي والى جانب لاعبا الترجي خالد بدره الظهير الحر وتوفيق الهشري، في حين يبرز على الجهة اليمنى للدفاع الصحباني من النادي الافريقي. وتكمن قوة المنتخب في خط الوسط الذي يضم لاعبين كبار بعضهم يملك خبرة اللعب في اوروبا ما سيفيد المنتخب كثيراً في الاوقات الحرجة، ابرزهم زبير بيّه لاعب فرايبورغ الالماني، مهندس لعب المنتخب وصانع العابه. ويقوم في المهام الدفاعية كل من الشيحي من الترجي والبوعزيز من النجم الساحلي. كما يبرز اسكندر السويح لاعب نادي الصفاقصي التونسي الى جانب بيّه في العمليات الهجومية. وقد يشرك المدرب المهدي بن سليمان الذي يجيد المراوغة على الاجنحة، في خط الوسط او في الهجوم حسب متطلبات المباراة، علماً انه زميل بيّه في فرايبورغ الالماني. وستكون مهمة الخط الوسط تمويل المهاجمين بالكرات المتقنة. ومن المتوقع ان يكون عادل سليمي الذي يلعب مع نانت الفرنسي اساسياً في الهجوم. والى جانبه قد يقع الاختيار على عماد بن يونس صاحب الموهبة الكبيرة الذي يجيد تسجيل الاهداف من زوايا ضيقة جداً ما يصعب من مهمة مراقبته. وبعد تألقه عامي 95 و96 تراجع مستوى عماد جداً بسبب الاصابات المتكررة وغاب عن بطولة افريقيا الاخيرة لكنه بدأ في الفترة الاخيرة العودة الى مستواه السابق. ويأمل كاسبرجاك في ان يتمكن المهاجمان الاساسيان من استغلال الكرات المتقنة التي تصلهما من العمق عبر كل من السويّح وبيّه ومن الجناحين عبر بن سليمان وكلايتون. والاخير برازيلي يلعب مع نادي النجم الساحلي وقاده الى القاب عدة في المواسم الاخيرة، وحصل على الجنسية التونسية قبل اشهر قليلة فاستغل كاسبرجاك الامر واستدعاه الى المنتخب كي يضفي بعد التنظيم والانضباط على خطوط الفريق. البطاقة المساحة: 150،164 الف كلم مربع عدد السكان: 300،9 مليون العاصمة: تونس تأسس الاتحاد التونسي لكرة القدم العام 1960 وانضم الى الاتحاد الدولي العام 1960، ورئيسه طارق بن مبارك. عدد اللاعبين: 400،29 الف عدد الاندية: 1100 ناد السجل: بطلة العرب العام 62 وثانية بطولة الامم الافريقية عامي 65 و96. السجل في المونديال: مشاركة واحدة وثلاث مباريات وفوز وتعادل وخسارة. سجلت ثلاثة اهداف ودخل مرماها هدفان. افضل نتيجة في المونديال: الدور الاول العام 1978. الطريق الى فرنسا تونس - مصر 1-صفر مصر - تونس صفر-صفر تونس - رواندا 3-1 رواندا - تونس صفر-2 تونس - ليبيريا 1-صفر ليبيريا - تونس صفر-2 تونس - ناميبيا 2-1 ناميبيا - تونس 1-4.