كثفت قوات الشرطة ومكافحة الشغب التي يساندها الجيش وجودها في صنعاء امس ومنعت التجمعات العامة ودخول الطلاب الى الحرم الجامعي تحسباً لأي تظاهرات او اعمال شغب احتجاجاً على رفع الحكومة اسعار الوقود والقمح يوم الخميس الماضي. وساد العاصمة اليمنية هدوء حذر لكن ثلاث مدن رئيسية هي مأرب وتعز وإب شهدت تظاهرات حاشدة. ففي مأرب ادت التظاهرات الى اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الأمن امام مبنى المحافظة اسفرت عن مقتل متظاهر وعنصرين من رجال الشرطة كما جرح عشرة اشخاص من الجانبين. وفي تعز تمكنت قوات الأمن من تفريق التظاهرات في عملية اسفرت عن سقوط قتيل وجرح شخصين من المتظاهرين. وسقط عدد من الجرحى في التظاهرات التي شهدتها مدينة إب بينهم ثلاثة من رجال الشرطة وإثنان من المتظاهرين وتخللت التظاهرات اعمال شغب كما اطلقت شعارات تطالب بإقالة الدكتور عبدالكريم الارياني من رئاسة الحكومة والغاء قرارات رفع الاسعار. وكانت وزارة الداخلية اعترفت امس على لسان مصدر رسمي بالوزارة باعتقال عدد من الاشخاص في اثناء التظاهرات التي شهدتها صنعاء السبت والاحد الماضيين. وقال المصدر نفسه ان هؤلاء الاشخاص اثاروا الفوضى والشغب وتسببوا في احداث بعض الخسائر في الممتلكات العامة والخاصة. وأكد البيان ان الاجهزة الامنية افرجت عن المعتقلين بعد ضمانهم عدم العودة الى ارتكاب هذه الاعمال المخالفة للقانون. وزاد ان وزارة الداخلية اليمنية باتت تمتلك الحقائق وتعرف من هي القوى السياسية التي تقف وراء "المندسين" في صفوف المواطنين. وطالب المواطنين بالتعاون مع اجهزة الأمن لتوفير الأمن والسكينة في البلد. وقال شهود عيان في مدينة إب ان التظاهرة بدأت سلمية وأن احد الجنود اطلق النار في الهواء امام المتظاهرين قرب مبنى المحافظة ما ادى الى حدوث اشتباكات اصيب فيها ضابط في الشرطة العسكرية هو النقيب عبدالصمد الغزالي بجروح ومعه عدد من جنود الأمن. وقدر عدد الجرحى في إب بعشرة. وفي محافظة مأرب قطع المحتجون على قرار الحكومة القاضي برفع اسعار الوقود والقمح الطريق بين المحافظة وصنعاء وبقية المدن ومنعوا صهاريج النفط والغاز التي تتزود من حقول مأرب ومصفاتها الرئيسية بما تحتاجه السوق المحلية من وقود من المرور. وفي هذا السياق تحدث شهود عيان قادمون من مأرب عن مقتل متظاهر واثنين من رجال الأمن وجرح عشرة اشخاص على الأقل اثر صدامات عنيفة بين رجال الشرطة والجيش من جهة ومتظاهرين خرجوا بمسيرات احتجاج في المدينة امس. وفيما تحدثت مصادر مطلعة في مدينة تعز 260 كيلومتراً جنوبصنعاء عن تظاهرات استطاعت دوريات الشرطة تفريقها والسيطرة على الموقف وإعادة الهدوء بسرعة الى المدينة، اشارت الانباء الواردة من بقية المدن اليمنية الى ان الوضع هادئ وطبيعي وسط اجراءات امنية شديدة فيما لا تزال مدينة خمر مركز قبيلة حاشد مقطوعة عن بقية مناطق اليمن بسبب قيام المواطنين منذ يوم السبت بقطع الطرق المؤدية اليها والاتصالات الهاتفية والسطو على المؤسسات الحكومية بينها فرع البنك المركزي اليمني والمؤسسات الاقتصادية والتجارية في المدينة. وفي تطور لاحق، صدر عن طلاب جامعة صنعاء بيان هاجم سلطات الأمن اليمنية واتهم قوات الشرطة والجيش بالتصدي للمسيرة السلمية التي قادها الطلاب اول من امس في اتجاه شارع العدل وسط صنعاء. وأكد البيان ان قوات الشرطة والجيش فرقت المسيرة السلمية بقنابل مسيلة للدموع واطلاق العيارات النارية في الهواء واستخدام الهراوات واعتقلت مجموعة من الطلاب الذين لم يعرف مصيرهم. وعلمت "الحياة" من مصادر حكومية وبرلمانية ان الحكومة اليمنية رفضت تغيير موقفها من قرارات رفع الاسعار التي صدرت يوم الخميس الماضي ضمن اجراءات الاصلاحات الاقتصادية للحكومة.