قتل ستة يمنيين أمس واصيب عشرات آخرون بجروح في اتساع موجة الاشتباكات بين متظاهرين يطالبون بسقوط النظام وبالتغيير وبين رجال الأمن ومؤيدين للرئيس علي عبدالله صالح في العاصمة صنعاء ومدينتي تعز وعدن. واتهمت احزاب المعارضة رجال أمن بالزي المدني و»بلطجية» حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم بشن اعتداءات على المعارضين لم ينج منها الصحافيون. وألقى مجهولون يستقلون سيارة قنبلة يدوية على معتصمين في ميدان الحرية بوسط تعز واتبعاها باطلاق النار من اسلحتهم، ما ادى الى مقتل شخصين واصابة 27 بجروح بعضهم بحال الخطر، في حين قتل أربعة متظاهرين في عدن وجرح عديدون آخرون اثناء تفريق الشرطة بالقوة مسيرة في ضاحية خور مكسر. اما في صنعاء فاصيب نحو عشرة اشخاص بجروح في اشتباكات بين انصار الحكومة ومناوئيها. وحشد الحزب الحاكم عشرات الآلاف من أنصاره في تعز في تظاهرة تأييد للرئيس علي صالح، فيما استمر اعتصام الآلاف ومعظمهم من الشباب في وسط المدينة لليوم الثامن على التوالي، مطالبين برحيل الرئيس وإسقاط النظام. وأكدت مصادر في الحزب الحاكم ل «الحياة» بأنه لن يترك الشارع لأنصار المعارضة ليحكموا السيطرة عليه، وأنه سيدعو أنصاره وأعضاءه للنزول إلى الشارع للتعبير عن آرائهم بصورة سلمية. ونفت المصادر مشاركة رجال الأمن بلباس مدني في التظاهرات المؤيدة للنظام، وقالت ان هذه الاتهامات تندرج في إطار «أوهام» المعارضة ومحاولتها تشويه الحقائق والضغط على الدولة للحصول على المزيد من التنازلات، بالإضافة إلى جعلها مبرراً لعدم جديتها في الحوار والتوافق على إنهاء الأزمة الراهنة في البلاد. وأصدرت أحزاب المعارضة المنضوية في تحالف «اللقاء المشترك» بياناً دانت فيه بشدة ما وصفته بالجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الأمن «وبلطجية» الحزب الحاكم من اعتداءات خطيرة وأعمال ترهيب للمتظاهرين المناوئين للنظام والمطالبين بالتغيير، وحملت الرئيس صالح شخصياً مسؤولية الاعتداءات، مؤكدة ان مرتكبيها لن يفلتوا من العقاب، ودعت كل أبناء الشعب للانضمام إلى تظاهرات الشباب. إلى ذلك تعرض مدير مكتب قناة «العربية» في صنعاء الزميل حمود منصر ومصور القناة فؤاد الخضر للاعتداء والضرب بالهراوات من قبل أنصار الحزب الحاكم أثناء تغطيتهم تظاهرة في صنعاء امس. وأكد منصر ان من اعتدوا عليه وعلى زميله هم رجال أمن بلباس مدني انهالوا عليهما بالضرب المبرح والشتم والسب، رغم أنه حاول إعلامهم بأنه صحافي ويقوم بعمله المهني لا غير. ودانت الأسرة الصحافية اليمنية الحادث، فيما دعت نقابة الصحافيين اليمنيين لاعتصام اليوم في مقر النقابة تضامناً مع الصحافيين الذين تعرضوا للاعتداءات والتعبير عن إدانة هذه الأعمال الإجرامية التي يتعرض لها الصحافيون اليمنيون والخروج بموقف حازم لمواجهتها. واعلن الشيخ حسين عبدالله الأحمر عضو مجلس النواب (نجل الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر) أمس استعداد قبائل حاشد التي يتزعمها أخوه الأكبر الشيخ صادق الأحمر خلفاً لوالدهما، التدخل لحماية المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام والتغيير من اعتداءات من وصفهم ب «بلطجية» الحزب الحاكم، مؤكداً أن قبيلة حاشد مع حق اليمنيين في التعبير عن آرائهم. وهي المرة الأولى التي يصدر فيها تهديد بتدخل القبائل لحماية المتظاهرين المعارضين للنظام، ما يعد مؤشراً خطيراً لتطورات الأحداث في اليمن، خصوصاً وأن الرئيس صالح ينتمي الى قبيلة حاشد نفسها. ودانت السفارة الاميركية في صنعاء الاعتداءات «المقلقة» على المتظاهرين المناوئين للنظام، وقالت انها تتناقض مع «التزامات» الرئيس علي عبدالله صالح بحماية المتظاهرين سلميا.
