شدد رئيس الحكومة اللبنانية السيد رفيق الحريري أثناء لقاءاته في نيويورك على ضرورة توقيع اتفاقية سلام بين إسرائيل وكل من سورية ولبنان كسبيل وحيد لضمان الأمن والاستقرار. وتوقع انفراجاً رئيسياً على المسار الفلسطيني من المفاوضات، في غضون أسابيع، مما سيسمح باستئناف التركيز على المسارين اللبناني والسوري. وتضمنت لقاءات الحريري اجتماعاً بالسفراء العرب المعتمدين لدى الأممالمتحدة، ومجلس مدراء الجامعة الأميركية في بيروت، ومجلس العلاقات الخارجية، إلى جانب الاجتماع الرئيسي مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي أقام حفلة غداء تكريماً للمسؤول اللبناني. وتوقعت أوساط الأممالمتحدة أن تتطرق المحادثات إلى مدى رغبة لبنان بأن تقوم الأممالمتحدة بدور في وضع الترتيبات الأمنية اللازمة لمرافقة الانسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان تطبيقاً للقرار الدولي الرقم 425، في حال اتضاح ان إسرائيل تنوي فعلاً الانسحاب. ويرى الأمين العام للأمم المتحدة ان الموافقة الإسرائيلية على القرار 425 بعد عشرين سنة من رفضه تستحق الاستطلاع. وبحسب مصادر الأمانة العامة، ان القرار 425 وملاحقه تحدد دوراً للأمم المتحدة في وضع ترتيبات أمنية ترافق الانسحاب الإسرائيلي من لبنان. وذكرت هذه المصادر أن أنان لا يزال يعتقد ان الموافقة الاسرائيلية تطور مهم، على رغم الشروط المرفقة بها والمرفوضة لبنانياً وسورياً، وان نوعاً من المحادثات العسكرية قد تساهم في تحييد الشروط وتؤدي إلى تحقيق الانسحاب. وبين الأفكار التي تداولتها الامانة العامة عقد محادثات عسكرية على غرار محادثات الناقورة، أو محادثات "تقريبية" تجنّب الأطراف الافرازات السياسية وتبعدها عن الظهور وكأنها تجري المحادثات على أساس الشروط. ويرى الحريري أن المفاوضات اللبنانية - الإسرائيلية في إطار عملية السلام قامت على أساس هذا القرار، وان الشروط كانت طرحتها إسرائيل أثناء المفاوضات ورفضها لبنان، وان بعد الموافقة الإسرائيلية على ال 425 يمكن استئناف المفاوضات الثنائية بتزامن مع استئناف المفاوضات السورية - الإسرائيلية من حيث توقفت، وبالتالي، ان السبيل الوحيد هو استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى توقيع اتفاق سلام. وتعمد الحريري في لقاءاته إبراز عدم قدرة لبنان أن يكون مسؤولاً عما سينطلق من أراضيه في غياب اتفاق سلام مع إسرائيل. كما تعمد إبراز ما قاله الرئيس بيل كلينتون ومفاده ان لبنان وسورية مستعدان للتوقيع في غضون ثلاثة أشهر إذا استأنفت إسرائيل المفاوضات على المسارين حيث توقفت