إمرأة تتحسس تمثالاً من البرونز بيدها… المرأة كفيفة، تقودها مرافقة في غرفة مليئة باللوحات والاعمال الفنية في معرض الصيف بالرويال اكاديمي… حدث سنوي يعيد الاتصال بين افراد الجمهور الذين لا يرتادون المتاحف وبين الفن بأنواعه ومختاراته، محطة يلتقي فيها الفنان الهاوي والمحترف… الكثيرون انطلقوا منه على عالم الشهرة، وغيرهم اتيحت لهم فرصة الانتشار فأقبل الناس على شراء اعمالهم خاصة ان المعرض يزوره اكثر من 150 الف شخص. المرأة تستمع الى تعليق المرافقة التي تصف لها محتويات الغرفة، وهي واحدة من الذين يفسح لهم المعرض في المجال مع إعلاميين واعضاء الاكاديمية، قبل الافتتاح اليوم الثلثاء. اما الغرفة فكأنها خلية نحل بالنسبة الى غرف المعرض العشر الاخرى، اذ تحتوي على اعمال من الحجم الصغير تمثّل اغلب الاتجاهات في هذه السنة. وعلى الرغم من ازدحام الجدران بالاعمال فتستطيع التمييز بينها لوحات الفنانة سعاد العطار. ثلاث لوحات، شرقية الملامح، وجودية النظرة. وكل مفردات الرسامة هنا: الحصان المجنح، العشيقان، الهلال ثم نخيل وبيوت. غير ان هذه مجرد جسر للوصول الى حل للصراع بين العتمة والضوء، والنتيجة تظل دائماً مفاجئة. في غرفة المعرض الكبرى تختفي العتمة نهائياً، فالألوان تنقل الى عالم من الحلم. المناظر تجريدية وفي اساليب لها علاقة بالحياة اليومية. كل ما يهمّ الرسام يصبح وسيلة للتعبير، انطلاقاً من الطبيعة والى تصوير الورشات والعلاقات الفاسدة. وقبل ان يدخل الزائر المعرض بساحة الاكاديمية حيث يقدم انطوني غروملي حوالى 60 من التماثيل الحديد في قوالب تجسّم مختلف اوضاع الجسم البشري. المنظر يشبه ساحة معركة، والتماثيل السوداء كأنها اشلاء حرب. بعضها معلّق من الرقبة بأسلاك في الساحة. يقول النحات الذي نال جوائز سابقاً انه يشير بهذه التماثيل الى المذابح التي جرت ولا تزال في مناطق من العالم. وفي لوحة جون هايلاند في الغرفة الكبرى استسلام للطبيعة رغم الجو المبهم، كذلك لوحة سوزان ليغيت التي تدعى مرسى الاحلام. طوم فيليبس في لوحة كبرى تتكون من مربعات كأنها مستمدة من التربة. ويستوحي جون بيلاني من شاغال في صورة تركّز على الناس في مقهى. بيتر بليك يرسم وجوهاً في محطة بطريقة تجمع بين التصوير والكولاج. لكننا في غرفة النحت قد ننسى كل هذه المناظر. هنا يلبس الخيال قناعاً جريئاً، غالباً ما ينزاح على واقع مشوّه. والحالة هذه نلتقي بوجوه من اسلاك، واجسام كأنها لتدريس الطب او الجراحة. هناك ايضاً القطع المتحركة التي يصعد منها الماء وتلك التي تبدو فيها دوائر معدنية تتغير باستمرار. الى جانب هذا تكثر تماثيل الطيور والحيوانات البرية، في حين تتجه اعمال الى الجمع بين الانشاء واللوحة والتمثال.