لندن، هونغ كونغ - "الحياة"، رويترز، أ ب - أمضى المتداولون في أسواق الأسهم في آسيا يوماً كانت نتائجه جيدة لم يروا مثله منذ أشهر عدة، اذ شهد ارتفاعاً مطرداً للين إزاء الدولار فيما سجلت أسواق الأسهم في المنطقة ارتفاعاً كبيراً. لكن في أوروبا، بدأت دوامة الارتفاعات التي أثارها التدخل الأميركي - الياباني المشترك لدعم سعر الين في الانحسار أمس الخميس، إذ شهدت بورصات الأسهم الأوروبية ارتفاعاً طفيفاً قبل تراجع عدد منها في فترة بعد الظهر، فيما استقر سعر الدولار. وبدأت التداولات الأوروبية بوتيرة هادئة بعض الشيء عقب يوم حافل بالنشاط في آسيا، حيث ارتفعت أسعار الأسهم في كل دول المنطقة وصعد الين الى 135.60 ين للدولار. واستقر سعر الدولار عند مستوى أقل من 137 ين بارتفاع ملحوظ عن مستوياته المنخفضة في الأسواق الخارجية. وقال محللون انه لا يزال يداوي جراحه بعد التدخل المنسق أول من أمس الاربعاء، عندما انفقت الولاياتالمتحدةواليابان ما يصل الى 6 بلايين دولار لتغيير اتجاه الين النزولي. في غضون ذلك واصل الجنيه الاسترليني مكاسبه إزاء المارك الألماني والدولار بعدما جاءت مبيعات التجزئة البريطانية في أيار مايو أعلى مما كان متوقعاً، ما عزز التكهنات بارتفاع آخر في أسعار الفائدة. ووصل الاسترليني الى أعلى مستوى إزاء المارك منذ أول أيار مايو مسجلاً 2.9930 مارك. وفي الساعة 1214 بتوقيت غرينتش وصل الى 2.9890 مارك ارتفاعاً من 2.9683/ 2.9693 قبل اعلان البيانات وبالمقارنة مع 2.9725/ 2.9735 مارك في أواخر تداولات أوروبا أول من أمس. آسيا وواصلت بورصات آسيا ارتفاعها بعد قفزتها الكبيرة الاربعاء مدعومة بالتدخل لدعم الين. واغلق مؤشر "هانغ سنغ" في هونغ كونغ على ارتفاع 6.4 في المئة، فيما ارتفع مؤشر "نيكاي" الياباني بنسبة 4.4 في المئة. اما أسواق السندات التي شهدت ارتفاعاً في العائدات بعدما غير المستثمرون ملاذهم الآمن عقب التدخل، فانها شهدت المزيد من الانخفاض في التداولات المبكرة أمس. في الوقت نفسه ساد الترقب أسواق المال في كل مكان بانتظار انباء جديدة من اليابان، حيث كان من المقرر ان يجتمع نائب وزير المال الأميركي لورنس سمرز مع وزير المال الياباني هيكارو ماتسوناغا وغيره من كبار المسؤولين. وقال جيمس ماكاي الاقتصادي في "كومنولث بانك" الاسترالي في لندن "ان السوق الآن في حال ترقب وانتظار". وأضاف: "ان المتداولين قد يتخاذلون عن دفع الدولار الى الارتفاع خوفاً من مواجهة قرار البنك المركزي". وقال رئيس الوزراء الياباني ريوتارو هاشيموتو في مؤتمر صحافي في طوكيو انه والرئيس الأميركي بيل كلينتون اتفقا في اتصال هاتفي على "الحاجة الى ين قوي". وتعهد هاشيموتو ان تؤدي سياسات حكومته الى انتعاش الاقتصاد. وأضاف: "سنواصل مراقبة الظروف الاقتصادية وبذل ما في وسعنا لتحقيق انتعاش اقتصادي كبير". في أوروبا ارتفعت الأسهم الالمانية الى مستوى قياسي قبل بدء التداولات، لكنها تراجعت بعدما أشار التقرير الشهري للبوندسبنك الى احتمال زيادة طفيفة في أسعار الفائدة قريباً. وبلغ مؤشر "اكسترا داكس" ذروته عند 5811.70 نقطة عقب ارتفاع وول ستريت بنسبة 1.89 في المئة أول من أمس والارتفاعات الكبيرة في أسواق آسيا. لكن المؤشر الألماني تراجع لاحقاً الى مستوى 5800 نقطة. وأورد تقرير البنك المركزي الالماني تقويماً ايجابياً للاقتصاد، مشيراً الى ان الأزمة الآسيوية لم يكن لها سوى أثر سلبي ضئيل على البلاد حتى الآن. وفي لندن ارتفع مؤشر "فاينانشال تايمز" 103 نقاط أول من أمس، وفتح مرتفعا أمس ثم تراجع لاحقاً ليصبح اداؤه سلبياً في أواخر الجلسة الصباحية وبعد الظهر. وأعرب محللون عن قلقهم من ألا يستمر الارتفاع طويلاً. وقال روبرت بكلاند محلل الأسهم في "اتش اس بي سي سكيوريتيز" "ان تدخل البنوك المركزية سيوفر دعماً قصير الأمد لأسواق آسيا. لكن عدداً كبيراً من المستثمرين يرى ان هناك حاجة للمزيد من الاجراءات الاقتصادية قبل ان تشهد الأسواق تحولاً ملموساً في اتجاه الصعود". ومثل بقية أسواق أوروبا، ارتفعت الأسهم الفرنسية في البداية لكن المتداولين قالوا ان استمرار ارتفاعها يعتمد على ما يحدث في طوكيو. من جهة أخرى أكد مسؤول كبير في البنك الدولي أمس انه "من المهم للغاية" ألا تخفض الصين قيمة عملتها. وقال جان ميشال سفريون نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ "نأمل ان تتمسك الادارة الاقتصادية في الصين بموقفها الحكيم للغاية في ما يتعلق بالعملة والذي تتخذه الآن". وأشار الى انه إذا خفضت الصين عملتها فإن ذلك سيرغم على الأرجح الدول المجاورة على خفض قيم عملاتها