أعلنت اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الحضاري الإسلامي ممثلة بمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في استانبول ارسيكا نتائج المسابقة الدولية الرابعة لفن الخط التي أقامتها هذه المرة باسم الخطاط الشيخ حمدالله الأماسي 833-926ه/ 1429-1520م. وقد دأبت اللجنة التي يرأسها الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، ويقوم بأعمال أمانتها التنفيذية الدكتور أكمل الدين احسان اوغلي، على اجراء هذه المسابقة بهدف الحفاظ على قيم وأساليب فن الخط الإسلامي وإحيائه عن طريق تشجيع خطاطي الجيل المعاصر والأجيال المقبلة، ولفتح الطريق أمام أعمال الخطاطين وفق المناهج التقليدية المتعارف عليها وحسب المفاهيم المشتركة التي رسخها أعلام هذا الفن على مر القرون، بعيداً عن التأثيرات الدخيلة التي تتنافى مع المفهوم الأصيل لفن الخط الإسلامي. وسبق للجنة أن نظمت المسابقة الأولى العام 1986 باسم الخطاط الراحل حامد الأمدي، والثانية العام 1989 باسم الخطاط الكبير ياقوت المستعصي، والثالثة العام 1993 باسم الخطاط الكبير ابن البواب. ورأت أن ربط المسابقات التالية بأسماء كبار الخطاطين المبدعين فيه حث للمتسابقين على اقتفاء آثارهم وتخليد ذكراهم. لذا قررت اللجنة تنظيم هذه المسابقة باسم الخطاط الشيخ حمدالله الاماسي. ولد الشيخ حمدالله في بلدة أماسيا العام 833ه/ 1429م بناء على إحدى الروايات، أو العام 840ه/ 1436م في رواية أخرى. والده هو مصطفى دده، أحد أتراك بخارى الذين هاجروا إلى هذه البلدة وكان من مشايخ الطريقة السهروردية. تعلم كتابة الأقلام الستة على يد خيرالدين المرعشي الذي كان يكتب على طريقة ياقوت المستعصمي، كما دقق ومحص خطوط عبدالله الصيرفي. وكان بايزيد بن السلطان محمد الفاتح قد صاحب الشيخ وتعلم على يديه الخط، فلما توفي والده واعتلى العرش من بعده في استانبول العام 866ه 1481م دعا أستاذه ليصبح معلماً للخط في السراي العثماني. وكان السلطان بايزيد الثاني يجله اجلالاً كبيراً، بحيث كان يمسك له الدواة وهو يكتب، ويجلس في صدر مجلس العلماء. وقام الشيخ بدراسة اسلوب ياقوت، حتى استطاع ان يبدع لنفسه اسلوباً خاصاً وعرف ب "قبلة الكتّاب". وكان الشيخ استاذاً في الأقلام الستة وبلغ عدد المصاحف التي كتبها سبعة وأربعين مصحفاً، كما كتب العديد من الانعامات الشريفة وأجزاء القرآن الكريم ومجاميع الدعاء والطومار، والقطع والمرقعات والأمشاق وغير ذلك. ومن أبرز تلاميذه ابنه مصطفى دده الذي سماه باسم أبيه، وصهره شكرالله خليفة. ثم تعلم أبناؤهما وأحفادهما الخط وعلموه للأجيال التالية. وقد توفي الشيخ حمدالله في نهاية العام 926ه/ 1520م ودفن في مقابر "قره جه أحمد" الكائنة في حي اوسكودار في استانبول. وكان من المقرر أن تجتمع هيئة التحكيم المكونة من تسعة أعضاء ممن عرفوا دولياً بجهودهم في مجال الفن الإسلامي التقليدي في الفترة ما بين 27 ذو الحجة 1418ه إلى 5 محرم 1419ه الموافق 24 نيسان ابريل إلى 1 أيار مايو 1998م في مقر اللجنة في مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في قصر يلديز التاريخي في استانبول برئاسة الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي، أمين اللجنة، ومدير عام المركز ورئيس الهيئة التنظيمية للمسابقة وعضوية كل من الأعضاء التالية اسماؤهم. إلا أن كثرة عدد المشاركين وتنوع الأعمال المترتبة على اعلان النتائج اقتضيا تمديد العمل واعلان النتائج في مؤتمر صحافي في مقر اللجنة يوم الأربعاء الواقع في 10 محرم 1419ه الموافق 6/5/1998م: - الاستاذ أحمد ضياء إبراهيم، استاذ فن الخط، المملكة العربية السعودية رئيس مناوب. - الدكتور سلمان إبراهيم، استاذ فن الخط في كلية الفنون الجميلة، الجمهورية العراقية. - الدكتور محمد بن سعيد شريفي، استاذ فن الخط في المدرية العليا للفنون الجميلة، الجمهورية الجزائرية. - الاستاذ غلام حسين أميرخاني، رئيس جمعية الخطاطين، الجمهورية الإسلامية الإيرانية. - الاستاذ عثمان طه، استاذ في فن الخط، الجمهورية العربية السورية. - الاستاذ محمد حسن أبو الخير، استاذ في فن الخط، جمهورية مصر العربية. - الاستاذ الدكتور علي ألب ارصلان، استاذ في فن الخط، الجمهورية التركية. - الاستاذ مصطفى أوغور درمان، خبير مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية. - الاستاذ حسن جلبي، استاذ في فن الخط، الجمهورية التركية. كما حضر هذا الاجتماع رئيس اللجنة الدكتور محمد صالح قزدر، مدير مكتب الاتصال والتنسيق في مكتب الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، وكل من السيد محمد التميمي والسيدة نسرين هنداوي من سكرتارية المسابقة. واستعرض الدكتور أوغلي الاجراءات التي قامت بها أمانة اللجنة لتنفيذ هذه المسابقة على المستوى الدولي خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ثم ألقى الدكتور محمد صالح قزدر الكلمة التي وجهها الأمير فيصل بهذه المناسبة، فنقل تحياته وتمنياته بالنجاح والتوفيق لهذه المسابقة، معرباً عن أهمية هذا الانجاز، مؤكداً على ثقته بأمانة اللجنة وهيئة التحكيم وسكرتارية المسابقة وحرصهم على الوصول إلى أفضل النتائج المرجوة اسهاماً في خدمة تراثنا الإسلامي العريق. وشارك المتسابقون في الأنواع التالية: الثلث الجلي، الثلث العادي، النسخ، التعليق الجلي، التعليق، الديواني الجلي، الديواني، الكوفي، المحقق، الريحاني، الاجازة، الرقعة المغربي، التعليق الدقيق. وقدمت سكرتارية المسابقة اللوحات التي وصلت إليها ومجموعها 1862 لوحة من 840 متسابقاً يمثلون 38 دولة في مختلف أنحاء العالم، مرقمة بالأرقام السرية إلى هيئة التحكيم التي باشرت باجراء تصفيات عدة عليها، ثم عملت على تقييم أفضل اللوحات المتبقية حتى الأشواط النهائية، ودرستها من الجوانب كافة واختارت اللوحات الجديرة بالجوائز والمكافآت حسب جدول الجوائز المعلن وبما يتفق مع المستوى المطلوب لمثل هذه المسابقة الدولية. وبعد دراسة مستفيضة للنتائج الأولية التي توصلت إليها الهيئة، وجدت ان هناك تنافساً شديداً بين بعض اللوحات، فقررت تقسيم الجوائز الأولى والثانية والثالثة في كل من جلي الثلث والثلث والنسخ والتعليق الجلي مناصفة بين الفائزين. وركزت هيئة التحكيم على قوة الخط ولم تتقيد بمدرسة معينة فيه، وسيتضح ذلك عند طباعة كتالوغ المسابقة. كما راعت مدى التزام المشاركين بقواعد فن الخط ومستوى التنفيذ والابتكارات في التراكيب، إضافة إلى الالتزام بالشروط المعلنة وتغاضت عن بعض الهفوات التي وردت سهواً في بعض الأعمال المتميزة. وبعد أن فرغت هيئة التحكيم من أعمالها المشار إليها أعلاه، لاحظت وجود عدد من اللوحات التي وردت من بلدان أخذ هذا الفن يزدهر فيها وتستحق التقدير والتشجيع، فأوصت بتخصيص عدد من الجوائز الرمزية للإسهام في رفع مستوى الخط في تلك البلدان. كما رحبت هيئة التحكيم بارتفاع نسبة مشاركة النساء وفوز بعضهن بجدارة في هذه المسابقة، فرأت تخصيص عدد اضافي من الجوائز الرمزية تقديراً لجهودهن وتشجيعهن في هذا المضمار. من ناحية أخرى، أوصت هيئة التحكيم بتوزيع جوائز رمزية على الأعمال التي وصلت إلى التصفيات النهائية، ولكنها استبعدت لوجود بعض الأخطاء البارزة فيها أو لعدم تقيدها بالشروط المعلنة ولا سيما قواعد الخط والنص وكذلك سمك القلم. كما أخذت في الاعتبار الملاحظات التي قدمتها إليها سكرتارية المسابقة بوجود عدد من المواظبين على المشاركة في المسابقات الماضية واحرازهم تقدماً ملموساً في أعمالهم، فأوصت بمنحهم جوائز مماثلة أيضاً. ووزعت اللجنة 33 جائزة و60 مكافأة و46 جائزة رمزية هي عبارة عن كتاب "فن الخط، تاريخه ونماذج من روائعه على مر العصور" الذي أصدره المركز العام 1990 كمرجع في هذا الفن وقيمته 150 دولاراً أميركياً، أي أن مجموع الجوائز والمكافآت بلغ 300،54 دولار أميركي فاز فيها 110 متسابقين من 29 دولة في العالم. وسيقام معرض للوحات الفائزة في مقر اللجنة في استانبول، ومن المتوقع تنظيم معارض متجولة لهذه اللوحات في بعض الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في ما بعد، كما سيتم طباعة كتالوج للوحات الفائزة مع ترجمة مختصرة لحياة أصحابها يوزع على الفائزين والمتفوقين في المسابقة. ومن المعروف ان هذه المسابقة تجرى مرة كل ثلاث سنوات بشكل دوري. وكانت الجوائز على الشكل التالي الجائزة الأولى: - الثلث الجلي: زياد حيدر المهندس العراق وعدنان الشيخ عثمان سورية، مناصفة. - الثلث العادي: أحمد عبدالرحمن حمد العراق ومثنى عبدالحميد العبيدي العراق، مناصفة. - النسخ: نبيل نور جاسم الشريفي العراق وأحمد عبدالرحمن حمد العراق، مناصفة. - التعليق الجلي: صداقات جباري خلقاران إيران ومحسن بكاري إيران، مناصفة. - التعليق العادي: صداقات جباري خلقاران إيران. - الديواني الجلي: عدنان الشيخ عثمان سورية. - الديواني: هيثم خضير سورية. - الكوفي: محمد مندي التميمي الإمارات. - المحقق: رمضان عبدالله حمد أمين العراق. - الريحاني: عبيدة محمد صالح البنكي سورية. - الاجازة: جمال عبدالكريم الترك الأردن. - الرقعة: جمال الدين الكرج سورية. - المغربي: جمال بنسعيد المغرب. - التعليق الدقيق: صداقات جباري خلقاران إيران.