أعلن منتخب المغرب قدومه بقوة الى المونديال الفرنسي اثر تعادله الايجابي 2-2 مع النروج القوية في مونبلييه امام 35 الف متفرج في المباراة الثانية للمونديال ضمن المجموعة الاولى. وكانت البرازيل فازت على اسكتلندا 2-1 فتصدرت المجموعة بثلاث نقاط امام كل من المغرب والنروج بنقطة واحدة واسكتلندا من دون نقاط. ووجّه "اسود الاطلس" تحذيراً لمن يعتبرهم جسراً للعبور الى الدور الثاني، واكدوا انهم سيكونون طرفاً في الصراع على انتزاع احدى البطاقتين في مجموعتهم. وتجنب الخسارة امام النروج كان اساسياً في مسعاهم الى دخول المنافسة ولا سيما ان النروج هي منافستهم الاقوى على المركز الثاني على اعتبار ان البرازيل ضامنة على الأقل بطولة المجموعة. ومع مرور الدقائق وارتفاع مستوى المغرب تبدل الوضع ولم يعد اي مشجع للمنتخب العربي يفكر في تجنب الخسارة بل بكيفية المحافظة على التقدم والخروج بثلاث نقاط ثمينة تضع المغرب في منتصف الطريق. والنتيجة طيبة لرجال المدرب هنري ميشال لأن النروج تملك افضل سجل خلال الاستعداد للمونديال. وعندما حان الامتحان الفعلي ظهرت ثغرات في الخطوط النروجية لا سيما في الدفاع فعرف خطّا الوسط والهجوم المغربيان الاستفادة منها تماماً لتسجيل هدفين ولا اجمل. المباراة فرض لاعبو النروج نفسهم بقوة في الدقائق العشر الاولى وكادوا يفتتحون التسجيل عبر سولسكيار الذي استقبل الكرة على صدره قبل ان تعلو تسديدته العارضة المغربية. ثم خرج الحارس بن ذكري مرتين ووصل الى الكرة قبل هارفارد فلو وليوناردسن. ومنذ البداية وضح عدم ارتياح بن ذكري في الخروج من مرماه لكنه في كل مرة افلت من العقاب. وبعد "الفورة" النروجية بدأ المغربيون في الخروج من منطقتهم خصوصاً بعدما امتصوا حماسة الخصم بتمريرات هادئة وقصيرة. وكان لامكانيات حجي الفردية وقدرات رفيقه في خط الوسط سعيد شيبا وتمريرات الخلج الطويلة والدقيقة دور كبي في تفوق المنتخب المغربي، علماً ان خط الدفاع قام بواجبه تماماً وشلّ خطورة كل من توري اندره فلو قريب هارفارد وسولسكيار. وفي الدقيقة العاشرة خرج الحارس النروجي غروداس من عرينه ووصل الى الكرة قبل صلاح الدين بصير الذي شغل الدفاع النروجي بتحركاته السريعة، قبل ان ينقذ الحارس تسديدة قوية لحدّا "كاماتشو" 11. وفي المرتين كانت التمريرات من صنع الخلج المتألق. وسدد شيبا الكرة من ركلة حرة 15 التقطها غروداس وتبعه حجي بتسديدتين 15 و17 لم تقلقا الحارس. وتلاعب حجي بمراقبه ولعب الكرة عرضية طار لها بصير وسددها برأسه نحو الحارس فضاعت فرصة جيدة للمغرب 27. وفي هذه الاثناء كان حجي يقود "الاوركسترا" باقتدار فراوغ ومرّر وحضر الكرات لزملائه رغم الاصابة في اصبع القدم. وجاء الفرج في الدقيقة ال 38 عندما انقطعت هجمة نروجية امام المنطقة المغربية ووصلت الكرة الى الخلج الذي لمح حجي من دون مراقب على الجهة اليسرى فمررها اليه. وعدا حجي لاعب ديبورتيفو لا كورونا الاسباني، بالكرة وواجه ايغين وخدعه وسدد الكرة زاحفة في شباك غروداس من ستة امتار، مشعلاً فتيل الاحتفالات في المدرجات. وفي الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الاول حصلت النروج على ركلة حرة على الحدود الشمالية للمنطقة المغربية، ولُعبت الكرة عالية لم يتمكن بن ذكري من تشتيتها كما يجب فحاول شيبو ابعاد الخطر لكنه اصاب الزاوية اليسرى لمرمى فريقه فتعادلت النتيجة. واستمر التفوق المغربي بعد الاستراحة المباراة كان سريعاً للغاية، ولم يرض اي من الطرفين بالخروج بأقل من ثلاث نقاط. وتمكن المغرب من التقدم مرة ثانية في الدقيقة ال 63 عندما وجدت تمريرة الخلج والساقطة كاماتشو الذي استقبل الكرة كما يجب وسددها قوية في الزاوية العليا البعيدة للمرمى. لكن الفرحة المغربية لم تستمر اكثر من خمسين ثانية فقط ذلك ان النروج من ركلة ركنية تمكنت من معادلة النتيجة عندما فشل بن ذكري في التقاط الكرة فاستغل المدافع ايغين الوضع ليهزّ الشباك المغربية برأسه 64. وبعد الهدف "تاه" نايبت ورفاقه قليلاً من دون ان يفقدوا تركيزهم وتنظيمهم الجيد، ودانت السيطرة للنروج بفضل لياقة لاعبيها العالية علماً ان هنري ميشال لم يعالج الأمر الا في الدقائق السبع الاخيرة عندما قرر البدء باجراء تبديلات في الدقائق ال 83 وال 89 وال 90!