ما هي الاسباب التي تكمن وراء الصورة السلبية للعرب في الغرب، وكم يتحمل العرب أنفسهم من المسؤولية عن تكوين هذه الصورة؟ وماذا يمكن ان يفعله العرب واصدقاؤهم الغربيون لتحسين هذه الصورة؟ هذه القضايا كانت موضع نقاش على امتداد الايام الثلاثة الماضية شارك فيه حوالى 35 من كبار الاكاديميين والديبلوماسيين ورجال الاعمال والصحافيين العرب والغربيين، في موقع هادئ ومنعزل في فندق ريفي قديم على مسافة بضعة اميال من اكسفورد، وذلك في لقاء "كونفرسازيوني" Conversazione عن "صورة العرب في الغرب". وتكتسب مسألة "صورة العرب في الغرب" أهمية لأن التصورات عن العرب يمكن ان تترك آثاراً عميقة في مواقف الغرب وسياسته الخارجية. واصبحت الصور السلبية عن العرب ونظيرتها عن المسلمين والاسلام، على نحو متزايد، متداخلة وحتى قابلة للتبادل. عقد اللقاء برعاية ولي عهد الاردن الامير حسن بن طلال والمعهد الملكي للدراسات الدينية. وحضر الامير حسن اللقاء عصر اليوم الثاني وقدم كلمة وتباحث مع المشاركين حول قضايا مثل تعدد الثقافات والتعددية وحقوق الانسان. لم يتضمن البرنامج تقديم أوراق البحث بطريقة تقليدية، بل اتخذت جلساته طابع تبادل صريح للآراء. وكانت النقاشات مغلقة على أساس أنها ليست للنشر، وذلك تشجيعاً للنقاش الصريح. وفي الوقت الذي يستند بعض الصور السلبية عن العرب على المبالغة والتحامل والصور المألوفة، كما يتجلى في الكثير من افلام هوليوود وفي التقارير الاخبارية غير المنصفة، فإن البعض الآخر منها يجد جذوره في الواقع. وتحدث بعض المشاركين، من العرب والغربيين، عن صعوبة تقديم صور ايجابية عن بلدان عربية كثيرة تعاني مشاكل مثل غياب الديموقراطية وانتهاكات حقوق الانسان. كما كان الارهاب ولا يزال حقيقة. وعبّروا عن اعتقادهم بأن تحسين صورة العرب لا يمكن ان يتحقق الاّ بمعالجة هذه الصور السلبية. وكان الشعور السائد بشكل عام هو ان الديبلوماسيين والسفارات العربية لا تبذل جهداً فاعلاً لتحسين صورة بلدانها والعرب. وبدا واضحاً من النقاشات ان مشكلة الصورة السلبية للعرب هي اسوأ في الولاياتالمتحدة مما هي عليه في اوروبا. وكان هناك خلاف في الرأي في شأن ما ينبغي للعرب في الولاياتالمتحدة القيام به، وهل يستخدمون اللوبي الصهيوني واليهودي هناك كنموذج لتحركهم. وعلى رغم انه غالباً ما يُنحى باللائمة على وسائل الاعلام لتقديمها آراء سلبية غير منصفة عن العرب، فإن أحد الصحافيين البريطانيين أوضح ان التقارير السلبية لا ترجع في كثير من الاحيان الى موقف متحامل للصحافيين، وإنما بدرجة أكبر الى واقع العمل الصحافي، مثل ضغط عامل الوقت والاضطرار الى تبسيط قضايا بسبب ضيق الحيز او الوقت. ودار بعض النقاشات الأكثر حيوية وسخونة حول صور العرب المشتقة من روايات لرجال عرب وصفوا كيف "انتقموا" من الغرب عبر القهر الجنسي لنساء غربيات. وأشار كثير من المشاركين الى أهمية التفاعل التعليمي والثقافي في تحسين صورة العرب. وتشهد الولاياتالمتحدة تزايد اهتمام الجمهور العام بالمناسبات التي تعنى بالفن والموسيقى العربية.