السيد رئيس التحرير، اسمحوا لي بنشر توضيح على ما كتبه المستشار حسن احمد عمر في العدد - 12841 في 1/5/1998 صفحة رقم 8 قضايا. كتب المستشار تحت ما اسماه "الملف القانوني لمصلحة اليمن في حنيش ويتطابق مع ملف طابا" مناصرة منه لليمن ضد اريتريا في نظرة مصر وطابا واسرائيل في المنازعة مصوراً المنازعة وكأنها حادثة بين مصر واسرائيل في باب المندب .... مصوراً اريترياً وكأنها وكيلة لاسرائيل في المنطقة ... لأنها اخذت بخياراتها وأقامت علاقة عادية جدا مع اسرائيل كغيرها من الدول في المنطقة. وأسأل من المتسبب في افتعال المنازعة وإشعال نار الفتنة بين اليمن واريتريا على تلك الجزر أصلاً؟ لا يوجد جواب غير واحد مثال المستشار ومن يدعون خبراء حرب. اذا كان الخلاف بين أريتريا واليمن على ملكية الجزر في باب المندب فذلك ليس ببدعة بل من الأمور العادية تحصل يومياً في العالم بين الدول المجاورة. فالعلاقات الاريترية اليمنية ازلية وهي موغلة منذ القدم وكانا ارضاً واحدة قبل وقوع الزلازل في الطرف الغربي لباب المندب ونزوح الاخوة اليمنيين الى اريتريا من أيام سيدنا و"ماكيدا" سليمان سبأ ومن بعد ما انهار سد مأرب. واختلطوا مع سكانها اختلاطاً فريداً الى وقت قريب أيام بداية الجمهورية اليمنية اذ كان في مدينة عصب وحدها اكثر من 150 الف عائلة يمنية وتبعد عصب 40 كيلومتراً من بر اليمن. لم يوفق المستشار عندما خلط بين طابا والنزاع على جزر متعددة "ذقر - حانش" في باب المندب فطابا كلها كيلومتر لا اكثر وأهميتها لا تقارن بتلك الجزر من كل الوجوه .... اما عن اتهامه لاريتريا بأنها انتهكت احكام القانون الدولي وزعمه ان اريتريا قامت بالتفاوض مع اليمن بالنيابة عن اسرائيل؟ وانها غيرت الخرائط بالتحايل على القانون الدولي بما اسماه بالغش والتزوير والتضليل وبقصد سيء السلوك فهذا اتهام خطير يجيء من طرف غير معني بالأمر؟ ... ان اريتريا لم ولن تقوم بتغيير خرائط كما زعم والتحايل على القانون فمثل ذلك فوق طاقتها وقدرتها مادياً او فنياً .... تسأل المستشار كيف أقنعت اسرائيل اريتريا باحتلال الجزر اليمنية؟ وزعم ان اريتريا قامت باحتلالها بمساعدة من اسرائيل وحين نشب النزاع جاءت قوات عسكرية اسرائيلية وحاربت نيابة عن القوات الاريترية. كيف تحتل اريتريا جزرها فهي دافعت عما تعتبره حقاً من حقوقها بقدر المستطاع فاستردت حانش الكبرى والصغرى لكنها لم تستطع استرداد زوقر الذي نزلت فيه القوات اليمنية لذلك اضطرت للانسحاب عنه وعن حانش الاصغر فيما بعد تفادياً للنزاع وحقناً للدماء. فالاشتباك لم يستمر الا ساعات معدودة وباشتراك كتيبة واحدة لا اكثر. فهذا من باب الاستخفاف باريتريا واستهتاراً بها، عند القول انها طلبت مساعدة اسرائيلية. زعم المستشار ان الثورة الاريترية تعرفت على تلك الجزر ايام كانت تحارب ضد اثيوبيا وسمحت اليمن لهم باستعمالها لضرب اثيوبيا؟ الجزر معروفة انها اريترية واثيوبيا التي كانت تسيطر على البحر الاريتري كانت ايضاً تسيطر على تلك الجزر ولو كانت الجزر يمنية واليمن يسمح للثوار بضرب اثيوبيا منها فلا شك كانت اثيوبيا احتلت الجزء الكبير من اليمن ناهيك عن الجزر. بالنسبة لما زعمه المستشار ان اريتريا كانت جزءاً من الدولة المصرية من عام 1822 الى 1884 فيجب استردادها. الساحل الاريتري وبعض من اجزاء اريتريا رضخا للحكم العثماني وليست اريتريا كلها. وأقصى ما وصل اليه العثمانيون في العمق الاريتري هو 65 كيلومتراً من ساحل مصوع وتوقف الزحف عند منطقة قورع وعند الانسحاب العثماني من الساحل الاريتري والمناطق التي كانت تحت امرتهم من اريتريا تم تسليمها الى الخديويين الذين كانوا جزءاً لا يتجزأ من الحكم العثماني وطلبوا منهم انابتهم في هذه المنطقة. فقامت انتفاضات ومصادمات في كل مكان وفي موقعة ديباروا 45 كيلومتراً من ساحل مصوع وهي موقع مناجم الذهب وقعت معركة فاصلة هزم فيها الجيش المصري ومات فيها اكثر من عشرة آلاف. ووقع في الأسر نجل اسماعيل باشا الامير حسن بن اسماعيل ولم يفرج عنه الا بفدية كبيرة جداً مقدارها 25 مليون ريال من الفضة دفعها اسماعيل باشا.