يلتئم اليوم الأربعاء شمل أكثر من 24 متخصصاً بالدراسات القرآنية في العالم العربي والإسلامي من جهة، وفي المحيط الأكاديمي الأوروبي من جهة ثانية. والمناسبة هي المؤتمر الخاص بمستقبل الدراسات القرآنية على أعتاب القرن الحادي والعشرين. وستستمر أعمال المؤتمر ثلاثة أيام تنتهي في الثاني عشر من هذا الشهر، وتعقد في مدينة ليدن المركز التاريخي للدراسات الشرقية والإسلامية. وجاءت مبادرة المؤتمر من معهدي الدراسات الإسلامية والثقافية في الشرق الأوسط ومركز التعاون الهولندي - الأندونيسي للدراسات الإسلامية. ومن الجانب العربي لعب الدكتور نصر حامد أبو زيد دوراً كبيراً في جمع ضفتي البحث القرآني والدراسات الإسلامية سوية، ويأمل "أن ترصد الأبحاث طبيعة التطورات في الدراسات القرآنية خلال القرن العشرين سواء على مستوى المنهج أو مستوى الموضوعات الجديدة، في محاولة لاستشراف رؤية مستقبلية للجهود المنتظرة في القرن الحادي والعشرين". ويشارك في المؤتمر باحثون ومتخصصون عرب هم حسن حنفي وحسين نصار وعفت الشرقاوي من مصر، ومحمد شحرور من سورية، ومحمد محمود من السودان ويعمل في جامعة تافت في أميركا. ومن العالم الإسلامي يساهم الدكتور باري عزمي من الهند وعثمان شاستان من تركيا ومجتهدي شاهبستري من إيران، والدكتور أمين عبدالله من أندونيسيا. من الجانب الأوروبي هنالك مساهمات واسعة من المانيا يقدمها البروفسور ستيفان ويلد من جامعة بون. ومن جامعة ليدن يساهم البروفيسور يوهانسن يانسين، وفريد ليمهاوس من جامعة غروتينغين هولندا، وهارالد موزكي من جامعة خيميخين في هولندا أيضاً. كما يساهم الدكتور ر. نيتلير من جامعة اوكسفورد والدكتور عبدالقادر طيوب من جنوب افريقيا، وجان دامين ماك اوليفيه من تورونتو الكندية. ومن جامعة ساراييفو في البوسنة والهرسك يساهم أنيس كارتيش. وتتميز الأبحاث المقدمة للمؤتمر بتركيزها على الجوانب المنهجية والاشكالية في القراءات المعاصرة للنص القرآني والدراسات المرتبطة به ومن زاوية تلبية المتطلبات التي يطرحها القرن المقبل. وتم تقسيم العناوين الأساسية للأبحاث إلى خمسة أبواب هي علوم القرآن، والتفسير القرآني في مواجهة المضامين الحديثة، والتحليل النصي، والمقاربة الأدبية والفكرية في الدراسات القرآنية، وأخيراً البعد السياسي لهذه الدراسات. وتأمل اللجنة المنظمة للمؤتمر في أن تدفع الأبحاث المطروحة من قبل الأكاديميين من الجانبين إلى إستعادة منطق الحوار الذي كان دشن خلال ثلاثينات القرن العشرين بين العواصم الإسلامية والغرب عموماً، والتي شكل اثناءها مصطفى عبدالرازق وأمين الخولي مساراً غنياً بامكانات التفاعل والتفاهم. ويعتبر الدكتور نصر حامد أبو زيد ان الدراسات الإسلامية في الغرب تخلصت نهاية القرن العشرين من الكثير من مواقفها المسبقة التي حكمت سلوكها ونشاطها تجاه مساعي البحث الشرقي عموماً، وتخلصت على وجه التحديد من النزعة التشكيكية بمصادر القرآن الكريم وبالنبوة المحمدية، ما أنجز نقلة كبيرة في هذا المجال. ومن العناوين التي سيطرحها الباحثون نقرأ: مقتربات التفسير القرآني في الدراسات الحديثة، للبروفيسور أمين عبدالله. مساهمة خلف الله في المقاربة الأدبية للقرآن الكريم، للدكتور نصر حامد أبو زيد. نظريات التفسير القرآني على أعتاب القرن الحادي والعشرين للدكتور عفت الشرقاوي. الدولة الحديثة وتفسير الآيات الحاكمية للبروفيسور يوهانس يانسين. إعادة النظر بالتوجهات الغربية تجاه النص القرآني في ضوء التطورات الميثولوجية المعاصرة، للبروفيسور هارالد موزكي. اثر الفلسفة والعلوم في التفسير الفقهي للبروفيسور مجتهدي شاهبستري.