لم يكن غريباً ألا يلاحظ أحد من قبل وجود الرجل الثاني في القيادة العسكرية النيجيرية الجنرال عبدالسلام أبو بكر. فهو كان "ظل" الجنرال الراحل ساني اباتشا و"نسخة طبق الأصل" عنه. آثر الابتعاد عن الأضواء والمناصب الحكومية ربما لعلمه ان الطموحات السياسية مجازفة خطيرة بالنسبة الى عسكري في نيجيريا قد تؤدي الى السجن أو الإعدام، مثلما حصل مع الجنرال اولاديبو ضيا النائب السابق لاباتشا. هادئ وصامت يخفي وراء نظارتيه معرفة بأسرار الدولة تضاهي ما يعرفه رفاقه، بفضل توليه رئاسة الاستخبارات في عهد صديقه الحميم الحاكم العسكري السابق الجنرال ابراهيم بابانغيدا، الذي يقضي معه أوقات الفراغ عندما تسنح له الفرصة في مسقط رأسه في مينا شمال البلاد حيث يملك الرجلان منزلين متجاورين. بدأ حياته العسكرية في سلاح الجو عام 1963، لكنه تحول سريعاً الى الجيش. وتدرج عن جدارة. ثم توجه الى الولاياتالمتحدة في أواسط السبعينات حيث تابع دورة عسكرية مدتها سنتان. وفي أوائل الثمانينات، تولى قيادة الوحدة النيجيرية العاملة في اطار قوة حفظ السلام في جنوبلبنان. في 13 الجاري يحتفل ابو بكر مع زوجته أمينة القاضية في المحكمة العليا وأولاده الخمسة ابنان وثلاث بنات بعيد ميلاده الپ56 وهو يتربع على عرش الدولة الأكبر في القارة الافريقية. بالأمس وقف أبو بكر والى جانبه بابانغيدا خلال دفن اباتشا، وهو يعرف انه اذا كان الرجل الذي بقي وفياً له قد رحل، فبإمكانه الاعتماد على ان يقف رفيقه القديم الى جانبه دائماً.