دعت سورية الدول العربية الى توفير "دعم أكيد لقوى المجابهة وفي مقدمها سورية ولبنان والشعب الفلسطيني المقاوم"، والى "بلورة مشروع قومي" أساسه "الخيار الاستراتيجي للسلام" يواجه "الخطر الصهيوني" في المنطقة. وقبل وصول ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الى دمشق لاجراء محادثات مع الرئيس حافظ الأسد، تتعلق بعقد قمة عربية والدول التي ستدعى اليها ومكان انعقادها، كتبت صحيفة "تشرين" الرسمية ان التحركات العربية تستهدف "تقويم الأوضاع في اعقاب انهيار المساعي الأوروبية والاميركية لزحزحة حكام اسرائيل على تعنتهم" في ضوء "تجاوز حكومة اسرائيل كل الحدود" بإعلانها "حرباً لاهوادة فيها على السلام". وتابعت الصحيفة في مقالها الافتتاحي يوم امس: "ان التطورات تشهد على سلامة نهج سورية ودعوتها المستمرة الى التنسيق والتضامن وعدم الانجراف الى مواقع ومواقف لا تخدم القضية العربية، بل تلحق بنا الضرر البالغ. فالاتفاقات المنفردة لم تؤد الا الى نتائج عكسية استغلتها الحكومة الاسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية وعزلها عن اطارها العربي والقومي". ولفتت الى ان "الذين اندفعوا في عملية تطبيع العلاقات مع اسرائيل، اكتشفوا لاحقاً ان اندفاعهم اساء الى القضية العربية وشجع حكام اسرائيل على مزيد من الصلف والعنجهية والغرور". وأكدت ضرورة ان يترجم العرب قرارات قمة القاهرة في العام 1996 الى واقع من خلال "حشد فعلي للطاقات ودعم أكيد لقوى المجابهة العربية وعلى رأسها سورية ولبنان والشعب الفلسطيني المقاوم"، مشيرة الى ان "الخطر الصهيوني يهدد الجميع من دون استثناء لذلك فإن الدفاع عن مصالح الأمة العربية وحقوقها وأراضيها مسؤولية ابنائها وبلدانها ودولها وحكوماتها. ومهما تعاطف المجتمع الدولي مع قضايانا فإنه لن يشهر السلاح في وجه اسرائيل ولن تفرض عليها العقوبات الرادعة". وخلصت الصحيفة الرسمية الى ان العرب يستطيعون "بتضامنهم واخلاصهم لقضيتهم وحشدهم الطاقات وتصميمهم على استعادة حقوقهم، هزم المخططات الصهيونية"، ذلك ان "سورية ستبقى على الدوام في مقدمة الصفوف، تدعو الى وحدة الصف والتضامن وتتصدى للعدو، ولن تساوم ابداً على ذرة من التراب الوطني أو القومي أو حق من حقوق العرب". ودعت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم الى "بلورة مشروع قومي متكامل يدخل في صميم المواجهة ويشكل في الوقت ذاته قوة رادعة تحظى بطبيعة الحال بدعم دولي يساند العرب فيما لو ساندوا بعضهم بعضاً". وأوضحت ان "المشروع القومي لا يحتاج الى عناء لتجسيده على الأرض، ذلك ان السلام العادل الشامل كخيار استراتيجي اجمع عليه العرب هو محور المشروع القومي، وعليه تبنى العناصر المكملة ومنها وقف كل اشكال التطبيع مع اسرائيل واستئناف مفاوضات السلام على المسار السوري من حيث توقفت".