على رغم حدة المنافسة واجماع المراقبين على أن معركة البلدية في بلدة زغرتا تكاد تكون محطة رئيسية من محطات قواها السياسية المتنافسة الوزير سليمان فرنجية من جهة، وتحالف النائبة نائلة معوض وسليم كرم وسمير فرنجية ويوسف الدويهي من جهة أخرى، لوحظ خلو البلدة من اي صورة لأي مرشح سواء الى المجلس البلدي أوالمخترة، باستثناء واحدة يبدو أن صاحبها خجل من وضع صورته وسط غياب صور منافسيه فاختار صورة لدير قديم وذيلها باسمه. ولكن هذا لا ينفي طبعاً حدة المنافسة في البلدة الكبيرة التي تضم أكبر بلدية مارونية في لبنان عدد أعضاء مجلسها 21 ويقترع فيها نحو 18 ألفاً والتي تجاوزت كالكثير من البلديات الهموم المحلية. وانخرطت عائلاتها أمس في استفتاء على خيارات القوى التي تقف وراء اللوائح. وشن الوزير سليمان فرنجية في حديث الى "الحياة" حملة عنيفة على الجهات التي تقف وراء اللائحة المنافسة. وخص بالهجوم ابن عم والده سمير فرنجية، عضو "لقاء التجدد الزغرتاوي" الذي أعلن عشية الانتخابات البلدية. وقال "ابن عمي سمير خاض الانتخابات النيابية تحت شعار اعادة دور العائلات، واليوم يخوض الانتخابات البلدية تحت شعار العائلات في خدمة المجتمع المدني. فكيف يبرر هذا؟ وهو بالأمس كان مقرباً من الرئيس رفيق الحريري واليوم يتهمنا بعدما ابتعد عنه، بأننا حلفاء الحريري". وأضاف "أما النائبة معوض فهي ضد الحريري، لأنه أقال قريبها هنري معوض من وزارة الاسكان". واعتبر ان "لائحة زغرتا التي يدعمها هي لائحة الوفاق الوطني بينما اللائحة المنافسة هي لائحة الغرباء عن زغرتا". وأشار الى أنه عندما كان وزيراً للبلديات خصص لبلدية زغرتا المبلغ نفسه الذي خصصه لطرابلس. أما النائبة معوض وحليفها سمير فرنجية فاعتبرا ان معركة البلدية "هي بمثابة معركة ازاحة ميليشيا المردة التي يتزعمها الوزير فرنجية عن صدور الزغرتاويين". ونفيا في شدة أن "تكون معركة بين حلفاء اتفاق الطائف وخصومه"، معتبرين "أن حلف التجدد الزغرتاوي معارض لاداء الدولة، ويمكن من أن يضم بين صفوفه معارضين من خارج النظام من عونيين وقواتيين". وقال سمير فرنجية "تضم اللائحة التي ندعمها شباناً مستقلين، وجهات سياسية لم يبسبق أن شاركت في انتخابات، كالمهندس رينيه القارح وهو عوني وناشط في مجال البيئة وله مريدوه في البلدة". وقال ميشال نجل النائبة معوض "أن هناك تدخلات وتهديدات من السلطة تعرض لها افراد اللائحة، فقد هدد النائب فريد مكاري المرشح سلمان المكاري مما أدى الى انسحابه". واختلطت في معركة زغرتا الميول السياسية الجديدة لقواها، بقدم بيوتها السياسية. فكلمة "بك" مثلاً تناثرت بالأمس فوق رؤوس المقترعين، "سليمان بك فرنجية، ميشال بك معوض، سمير بك فرنجية، سليم بك كرم..."، وترافق ذلك مع زغاريد للنساء في أقلام الاقتراع، تطلق عند قدوم أي منهم، وعند قدوم نسائهم أيضاً. والسيدة الزغرتاوية مطلقة الزغاريد لم تميز حين كانت تطلقها بين المتنافسين، وهي تقول "شو ما صار رح يكون انتصار". لكن هذه الأجواء لم تكن سائدة في كل الأقلام اذ أظهر كثر من أبناء البلدة حدة في اختيار مرشحيه، فاللائحة لائحة، والتوجهات بعدم الشطب صارمة، وهذا ما يعزز امكان نجاح لائحة كاملة، مع صعوبة توقع حظوظ اي من اللائحتين، نظراً الى توازن الكتل الناخبة وتساويها تقريباً. أما التوزيع العائلي للائحتين فيمكن اختصاره على الشكل الآتي: لائحة زغرتا المدعومة من الوزير فرنجية تدعمها عائلة فرنجية والعائلات الصغيرة المناصرة لها كآل سعادة وآل يمين وآل المكاري وآل فنيانوس وآل مرعب. وقسم من آل الدويهي، ولائحة "زغرتا الغد" ويدعمها آل معوض والقسم الأكبر من آل الدويهي وآل كرم وقسم من آل فرنجية وبعض العونيين والقواتيين. وشهدت اقلام الاقتراع كثافة في اقبال الناخبين منذ ساعات الصباح الأولى. وقال بعض النشطين في الماكينات الانتخابية، ان الوزير فرنجية أوعز الى مناصريه للانتخاب باكراً، مما دفع بالماكينة الانتخابية التابعة للنائبة معوض الى الطلب من مناصريها "القيام بالمثل خوفاً من أن تكون اللائحة المنافسة تحضر لشيء ما". وشهدت شوارع زغرتا حضوراً كثيفاً لقوى الجيش والأمن الداخلي، خصوصاً بعد الكلام على أن زغرتا ستشهد معركة مصيرية بالنسبة الى قواها السياسية، وهذا ما يمكن ان يؤدي الى صدامات بين عائلاتها.