لم يصمد اتفاق الأحرف الأولى بين زعيم «تيار المردة» الوزير سليمان فرنجية ورئيس حركة «الاستقلال» ميشال معوض على خوض الانتخابات البلدية بلوائح ائتلافية في مدينة زغرتا وبلدات القضاء التي تحمل اسمها اذ سرعان ما انهار أمس، خلافاً للأجواء الايجابية التي سادت اللقاء الأخير الذي عقد بينهما ليل الجمعة الماضي، وتم في خلاله الاتفاق على العناوين الرئيسة للائتلاف على أن يتم تظهيرها في بيان مشترك يصدر لاحقاً. وتسابق أمس فرنجية ومعوض في نعي الائتلاف البلدي. وجاء موقف الأول من خلال البيان الذي صدر عن نواب زغرتا الزاوية (اسطفان الدويهي، سليم كرم اضافة الى فرنجية) وفيه: «بعد اللقاءات التي اتسمت بنقاش صريح وإيجابي كنا نتوقع التوصل الى اتفاق، غير أن نقاطاً بقيت عالقة ما جعل الاتفاق متعذراً، لذا فإننا نتجه الى التنافس الديموقراطي في الانتخابات البلدية والاختيارية في زغرتا - الزاوية مع التأكيد على مواصلة ما بدأناه من حوار لما فيه خير المنطقة»، فيما يعقد معوض مؤتمراً صحافياً بعد ظهر اليوم يرد فيه على البيان الصادر عن نواب زغرتا موضحاً الأسباب التي حالت دون ولادة التفاهم البلدي. وفي هذا السياق قالت مصادر مقربة من فرنجية ل «الحياة» إنها فوجئت بدعوة معوض الى مؤتمر صحافي ينعى فيه التوافق البلدي، ولم يكن أمامها سوى استباق ما سيصدر عنه بيان صدر عن نواب زغرتا - الزاوية. ولفتت المصادر الى أنه تم الاتفاق على العناوين الرئيسة للائتلاف البلدي وأن معوض كلف بإعداد بيان بهذا الخصوص، لكنها فوجئت بالتعديلات التي أدخلها عليه. وكشفت أن الاتفاق يقضي بأن يتمثل معوض ب 7 أعضاء في المجلس البلدي لزغرتا الذي يتألف من 21 عضواً، على أن يتم اختيار البير معوض رئيساً للبلدية وجوزف كرم نائباً له والأخير مقرب من النائب سليم كرم، وكلاهما مقرب من الوزير فرنجية. وأضافت المصادر نفسها أن اتفاق الأحرف الأولى يقضي باختيار معوض رئيساً لاتحاد بلديات زغرتا - الزاوية لمدة عام، ريثما يصار الى ضم 8 بلديات الى الاتحاد ليصبح مجموع عدد المنضمين اليه 31 بلدية، على أن يخلفه بعدها رئيس بلدية سبعل حبيب هنري طربيه الذي هو على تواصل مع فرنجية ومعوض وتربطه صداقة بهما على رغم ما بينهما من اختلاف وتباين. وحمّلت المصادر عينها معوض مسؤولية انهيار الائتلاف البلدي غامزة من قناة قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع باعتباره من الذين لا يحبذون الائتلاف، ونافية في الوقت نفسه أن يكون فرنجية طرح في اللقاءات استبعاد «القوات» من المجالس البلدية. في المقابل، قالت مصادر مقربة من معوض ل «الحياة» ان لا خلاف في الجوهر أو المضمون على النقاط الرئيسة التي تشكل القاعدة للائتلاف البلدي ولا على اسناد رئاسة البلدية في زغرتا الى معوض نظراً الى أن فرنجية هو الأقوى في المدينة وأن توزيع الأعضاء على اللائحة يأخذ في الاعتبار نتائج الانتخابات النيابية فيها، لجهة أن ثلثي أهلها صوتوا للائحته وأن الثلث الباقي منهم اقترع للائحتنا. وأضافت أن لا اختلاف على ترك الحرية لفرنجية لتسمية رئيس بلدية زغرتا ونائبه لكن «تيار المردة» حاول أن يتذاكى علينا بتقديمه الاتفاق على زغرتا وكأنه العنوان الوحيد للائتلاف البلدي بينما نحن نعتبر أن التفاهم على اتحاد البلديات هو الأساس، انطلاقاً من ضرورة توسيعه بضم البلديات التي ما زالت خارجه. وأكدت هذه المصادر أن الاتفاق يأخذ في الاعتبار امكان تحقيق الائتلاف في جميع البلدات وفي حال أنه تعذر ذلك في بعضها فلا مانع من ترك الأمر للمنافسة شرط أن تجرى بعيداً من استخدام الشعارات التي يمكن أن تؤثر سلباً في سير الائتلاف في البلدات الأخرى. وقالت إن فرنجية أجرى تعديلاً على مشروع البيان ما فتح الباب أمام العودة الى الوراء بدلاً من التقدم باتجاه الائتلاف. وزادت أن الفريق الآخر كان وراء بعض التسريبات التي تداولتها وسائل إعلام معينة. وسألت: «ما المصلحة من هذه التسريبات التي لا تمت الى الحقيقة بصلة؟ وتحديداً في شأن ما نشرته من أن الاتفاق ينص ضمناً على اقصاء «القوات» من الائتلاف؟ مع أن لمعوض رأياً في توسيع الائتلاف بضم جميع القوى الفاعلة من دون استثناء خلافاً لموقف «المردة» الذي حاول اقصاء «القوات» من الائتلاف».