لكل من البرازيل والنروج هدف مغاير في مونديال فرنسا. الاولى لا ترضى عن الكأس بديلا وهي التي شاركت 15 مرة في النهائيات من اصل 15 وخاضت 73 مباراة فازت في 49 منها مقابل 13 تعادلا و11 خسارة وتوجت بطلة اربع مرات، اما الثانية فيهمّها ان تغتنم الفرصة لتفرض نفسها بين الكبار بعدما اخفقت في ذلك قبل اربع سنوات اي عندما حققت فوزا واحدا مقابل تعادل واحد وخسارة واحدة علما بانها خاضت مباراة واحدة عام 1938 وودعت مبكرا. واذا كانت البرازيل مرشحة للفوز لمرة قياسية خامسة، فالامر بديهي، نظريا. اما عمليا فكل شيء جائز. قد تبدع في مباريات عدة لكن قد تكون في برج نحسها في مباراة واحدة اخرى امام خصم يحمي برج السعد شباكه. عند ذلك سيصرخ الجميع: كذب المنجمون ولو صدقوا. حدث هذا للبرازيل مرات عدة من قبل. مرة لخطأ في الحسابات وعدم اشراك ليونيداس في نصف نهائي 1938، ومرة للانجراف وراء الهجوم استسلاما لصرخ نحو 200 الف مشجع في نهائي 1950، ومرة لان باولو روسي خرج من عنق الزجاجة ليهز شباك فالدير بيريرا ثلاث مرات في الدور الثاني عام 1982، ومرة لان الدلع بلغ بزيكو حدا جعله يهدر ركلة جزاء في ربع نهائي 1986 امام فرنسا، ومرة لان كاريكا ومولر ودونغا واليماو حاولوا كثيرا وطويلا قهر الحارس نيري بومبيدو والقائمين والعارضة فاخفقوا لتسجل الارجنتين من الهجمة اليتيمة التي سنحت لمنتخبها. وحتى في نهائي 1994 كان يمكن لروماريو وبيبيتو وزملائهما الا يحرزوا كأس العالم 1998 على حساب ايطاليا لان ركلات الترجيح ليس لها أمان. ايُّ الخيارات ستعتمدها البرازيل؟ الاجابة صعبة والمتربصون بها كثر، واذا لم يكن روماريو ورونالدو والاخرون في قمة مستوياتهم فان خيال السقوط التاريخي امام الولاياتالمتحدة في نصف نهائي الكأس الذهبية قبل اسابيع قليلة سيتحول الى واقع مؤلم لعشاق الكرة الحلوة. والمهم ان يتدارك ماريو زاغالو الموقف وان يقف على هويات رباعي خط الوسط لانه اساس المشكلة. واذا لعب البرازيليون دائما على سجيتهم فان النروجيين يتحولون الى تلامذة في علم الرياضيات باعتبار ان مدربهم ايغيل اولسن يحمل حاسوبه "كمبيوتر" حتى لو كان في غرفة النوم. يدون كل شيء عن لاعبيه ولاعبي المنتخبات الاخرى، وهو يأمل في ان تكون حساباته ادق في المرة المقبلة خصوصا ان هناك توري اندري فلو وأولي غونار سولسكيار في خط الهجوم وأن منتخبه صار انكليزياً من قمة الرأس حتى اخمص القدمين باستثناء مركزين أو ثلاثة.