نيقوسيا - أ ف ب - أكد المبعوث الاميركي الى قبرص ريتشارد هولبروك أمس الاثنين في ختام مهمة في نيقوسيا أن المحادثات بين طرفي النزاع تواجه "مأزقا موقتا لكن جديا" عزاه الى مطلبين "غير واقعيين" من القبارصة الاتراك وموقف الاتحاد الاوروبي من تركيا. ووصف هولبروك المطلبين اللذين وضعهما زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش كشرط مسبق لاي مفاوضات مع الرئيس القبرصي غلافكوس كليريدس في شأن مستقبل الجزيرة المقسمة منذ الاحتلال التركي لقسمها الشمالي في 1974 بأنهما "غير واقعيين". وأضاف في مؤتمر صحافي ان "هذين الموقفين اللذين قدما كشرط مسبق للمفاوضات هما اعتراف كليريدس ب "جمهورية شمال قبرص التركية" التي أعلنت من جانب واحد في 1983 ولا تعترف بها سوى أنقره، وسحب ترشيح الجزيرة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي الذي بدأ في نهاية آذار مارس الماضي مفاوضات الانضمام مع قبرص". وتابع أن "الاتحاد الاوروبي قام بعمل جيد حين دعا قبرص، لكن عدم دعوته تركيا كان خطأ". وقال: "أعرف أن تصريحاتي اليوم لن تعجب العديد من أعضاء الاتحاد الاوروبي" مذكراً بالموقف الاميركي في شأن انتماء أنقره الى أوروبا وعدم موافقته على "الطريقة التي عوملت بها تركيا". وأكد أن رفض الاتحاد الاوروبي قبول تركيا من بين المرشحين ال 12 للانضمام خلق "عدم توازن" أدى الى الأزمة الحالية "الموقتة ولكن الجدية" في الملف القبرصي. وزاد: "إذا كان سحب ترشيح قبرص قبل أي مفاوضات هو أمر غير واقعي ... فإن وفداً قبرصياً مشتركا في اطار تسوية فيديرالية للمشكلة ممكن جدا". واعتبر نتيجة المحادثات بانها "ليست أزمة وليست كارثة". وللتقليل من أهمية فشل مهمته، ذكّر بأن مهمة الوسيط الاميركي جورج ميتشل من أجل التوصل الى اتفاق في ارلندا الشمالية استلزمت 30 شهراً. وجدد "تعهد الولاياتالمتحدة مساعدة الاطراف للتوصل الى حل شرط أن ترغب هي نفسها به" معلناً عودة المنسق الاميركي لشؤون قبرص توماس ميلر الى نيقوسيا في نهاية الشهر الجاري. وقال أيضاً إن "التخلي الاميركي عن ايجاد حل قد يؤدي الى تصعيد للتوتر" في الجزيرة "ذات الماضي الصاخب" حيث "من الخطأ الاعتقاد بأن الامور يمكن أن تستمر الى ما لا نهاية". وبعدما أكد أنه تطرق الى عدد كبير من المسائل خلال محادثاته، أوضح أن أي تقدم لم يتحقق في ملف نزع سلاح الجزيرة أو ملف الصواريخ الروسية من طراز "إس 300" التي تعارض واشنطن نشرها في جنوب الجزيرة والمقرر خلال أشهر. الى ذلك أعربت الحكومة القبرصية اليونانية عن "خيبتها" من "فشل" جهود المبعوث الاميركي الخاص لايجاد حل في قبرص "بسبب تصلب" القبارصة الاتراك. ورأت ان "المجموعة الدولية يجب أن تعي بأن الجانب التركي مسؤول حصراً عن عدم احراز تقدم من أجل ايجاد حل" لتقسيم الجزيرة. وقال زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش ان زيارة هولبروك "أبرزت الخلافات العميقة في وجهات النظر" القائمة بين المجموعتين القبرصيتين. وجدد الدعوة للاعتراف ب "جمهورية شمال قبرص التركية" وقال ان هذا الاعتراف هو شرط للتوصل الى "حل ما للنزاع". واضاف ان "الاقتراح الوحيد الذي قدمه لنا هولبروك هو الجلوس الى طاولة المفاوضات، وبعد ذلك نصبح دولتين ... ان هذا الامر ليس سوى وهم".