الجزائر، باريس - أ ف ب، رويترز - أكدت صحيفتا "لاتريبون" و"العالم السياسي" الجزائريتان أمس ان الرجل الثاني في "الجبهة الاسلامية للانقاذ" المحظورة الشيخ على بلحاج المعتقل حالياً، كتب رسالة الى جماعات مسلحة طلب فيها من قادتها التزام هدنة. وذكرت صحيفة "العالم السياسي" ان الرسالة "بعثت الى ثلاثة من أمراء الجماعات المسلحة في غابة زبربر قرب الاخضرية 70 كيلومتراً شرق العاصمة هم جابري وقربة ويوسف بوبراس". ونقلت الصحيفة عن "مصادر حسنة الاطلاع" ان بلحاج "طلب من هؤلاء ان يختاروا السلام وان يعلنوا هدنة اقتداء بالمسلمين الاوائل". ويعني هذا النبأ، في حالة صحته، ان علي بلحاج - وهو آخر زعيم ل "جبهة الانقاذ" ما زال معتقلا غيّر موقفه. وكانت كل المفاوضات التي جمعت السلطة و"جبهة الانقاذ" بهدف البحث عن حل سياسي فشلت بسبب موقف بلحاج 42 عاماً الذي يعتبر قريباً من الجماعات المسلحة. واعلنت قوات الامن انها عثرت على رسالة من علي بلحاج مع جثة الشريف قوسمي بعد قتله في 1994. وطلب بلحاج في تلك الرسالة من الشريف قوسمي الذي كان آنذاك زعيما ل "الجماعة الاسلامية المسلحة" الاستمرار في القتال. وتزامن هذا الاعلان عن الرسالة مع سلسلة جديدة من المفاوضات. وكانت السلطات اطلقت سراح ثلاثة من زعماء "جبهة الانقاذ" بينهم الشيخ عباسي مدني الرجل الاول في الحركة الاسلامية الذي خرج من السجن العسكري في البليدة ليوضع في الاقامة الجبرية. وقرر الرئيس اليمين زروال وقف المفاوضات بعد اعلان اكتشاف رسالة بلحاج. وفي رسالة اخرى حذر بلحاج في 1993 من انه اذا تم الافراج عنه، فإنه سيضع نفسه فوراً تحت امرة القائد العسكري للحركة الاسلامية آنذاك عبدالقادر شبوطي الذي قتل لاحقاً. وكان فصيل من "الجماعة الاسلامية المسلحة" بزعامة حسان حطاب الملقب ب "أبو حمزة" حذر الجمعة الماضي من انه "لا يعترف بكل ما يأتي من قيادة الجبهة الاسلامية لا من الداخل ولا من الخارج". واعلن هذا الفصيل انه سيواصل القتال ضد قوات الامن، وندد بالمجازر ضد المدنيين التي نسبها الى عنتر زوابري "امير" "الجماعة الاسلامية المسلحة" الذي رفع دائما شعار "لا حوار ولا هدنة ولا تصالح" مع السلطة الجزائرية. من جهة أخرى افادت صحف جزائرية أمس الاحد ان القوات الجزائرية قتلت 23 عضواً في جماعة متشددة تطلق على نفسها اسم "فرقة التفجير" خلال هجوم شنته جنوبالجزائر العاصمة. وذكرت صحيفة "لا نوفيل ريبوبليك" الجزائرية ان القوات الحكومية تلقت معلومات من جماعة اسلامية منافسة اجتاحت إثرها مصنعاً للقنابل في منطقة بوجارا في ولاية البليدة على بعد 50 كيلومتراً جنوبالجزائر العاصمة. وقالت الصحيفة ان القوات الحكومية قتلت 23 فرداً وضبطت خمس بنادق كلاشنيكوف وعشرة مسدسات وقنبلتين. وذكرت ان القتلى أعضاء في "الجماعة الاسلامية المسلحة"، لكنها لم تكشف هوية الجماعة المنافسة التي وشت بفريق التفجير لدى السلطات. وتسببت انفجارات القنابل والسيارات الملغومة في مقتل الآلاف خلال اعمال العنف الجارية بين اسلاميين متشددين والحكومة الجزائرية منذ الغت السلطات انتخابات 1992 التي فاز فيها الاسلاميون. وقتل في الصراع الدائر في الجزائر على مدى ستة اعوام اكثر من 70 ألف شخص.