الكاب - أ ف ب - صرح نائب رئيس جنوب افريقيا تابو مبيكي أمس الجمعة أمام البرلمان ان جنوب افريقيا ما زالت دولة مقسومة بين أمتين موروثتين من عهدي الاستعمار ونظام الفصل العنصري والمصالحة فيها "مجرد وهم". وقال مبيكي ان الامال في دمج المجموعتين بعد الانتخابات التي جرت في 1994 لم تتحقق. واضاف مبيكي في خطاب بلهجة حادة ان "إحدى الأمتين بيضاء وتعيش برفاهية ... وتحصل على البنى التحتية المتطورة مثل التربية والعقارات والاتصالات"، مضيفاً ان الثانية التي تشكل غالبية السكان "سوداء وفقيرة" وتعيش في ظروف من "التخلف"، خصوصاً في المناطق الريفية وفي صفوف النساء. ورأى ان تحفظ البيض عن تقاسم الثروة مع الغالبية السوداء يثير "غضباً متنامياً لدى ملايين البشر". وأكد نائب الرئيس ان الاحزاب السياسية لا تعمل بفاعلية لتشجيع المصالحة ودان تهرب ثلث شركات البلاد من دفع الضرائب. وذكر مبيكي مثالاً المانيا التي يدفع سكان الغرب فيها ضرائب سنوية اضافية تبلغ نسبتها 5،7 في المئة للمساهمة في تحسين وضع سكان شرقها اقتصاديا. وفي جنوب افريقيا أثارت ضريبة خاصة للتضامن فرضت في 1995 امتعاضاً. وقال مبيكي: "خلافاً للألمان لم نبذل أي جهد خاص لزيادة مواردنا وعلينا الاستثمار لنحسن حياة السود". واضاف ان بعضهم "مستعدين للجوء الى كل الوسائل بما في ذلك العنف لمعارضة النظام الديموقراطي ولو عن طريق الاغتيال وزعزعة الاستقرار". وقال في المقابل "عبر كثيرون عن التزامهم الحقيقي من أجل تحويل فكرة الوحدة الوطنية والمصالحة الى حقيقة". ورداً على مبيكي، حذر زعيم الحزب الوطني المعارض مارتينوس فان شالكويك من الغضب المتنامي بين البيض، خصوصاً بسبب سياسة فرض دمج السود في عالم العمل.