قالت مجموعة سورية دولية تتخصص في النشاطات الصناعية وعمليات التصدير الى الاسواق الاوروبية انها تستعد لتنفيذ مجموعة من المشاريع التعدينية والصناعية في السودان ومصر وستطرح انتاجها للتصدير خلال سنة. وقال رئيس مجلس ادارة "مجموعة ابو شعر الدولية" صياح ابو شعر لپ"الحياة" ان مجموعته تنفذ خطة توسع أفقي وعامودي في السوق السودانية وفي مجالات التصنيع والتعدين والسياحة والزراعة. كما انها أوشكت على توقيع اتفاقين للتعدين والاستثمار المنجمي في مصر. وبنت المجموعة علاقات وثيقة مع السودان منذ تسلمت قبل 13 عاماً وكالة "الخطوط السودانية" في سورية. وقال السيد ابو شعر "منحتنا هذه العلاقة الفرصة للتعرف في شكل كامل على السودان واوضاعه الاقتصادية وتقويم فرص الاستثمار المتاحة فيه". وأسست المجموعة قبل خمسة اعوام شركة مع بعض المساهمين العرب اطلق عليها اسم "المجموعة المتكاملة للاستثمارات الافريقية" واحتفظت بغالبية الحصص فيها. وحصلت الشركة آنذاك على عقد للتنقيب عن الذهب والمعادن المصاحبة في منطقتي دمازين وخوريابوس القريبتين من الحدود الاريترية جنوب البلاد. وكانت مساحة الامتياز الممنوح 1200 كلم مربع ضمن عقد استثمار مفتوح يحمل مهلة للبدء في الاستثمار العملي ودراسة المواقع محددة بخمس سنوات. وقال ابو شعر: "الحقيقة اننا حصلنا على نتائج ايجابية للغاية من الدراسات والمسوحات التي قمنا بها، الا اننا في ظل الظروف السائدة في الجنوب منذ عامين اضطررنا الى تجميد نشاطاتنا في المنطقة التي يشملها الامتياز". واضاف: "ازاء هذا الوضع ولايماننا بأهمية الاستثمار في السودان قمنا بعمليات استكشاف في مناطق الشمال واجرينا دراسة الجدوى لبعض المواقع التي اقترحتها السلطات السودانية للتنقيب عن الذهب فيها، والنتائج التي حصلنا عليها ايجابية وواعدة". وقال السيد ابو شعر "سنتوصل في الشهرين المقبلين الى توقيع هذا الاتفاق الذي لا نزال ندرس تفاصيله مع السلطات السودانية واعتقد ان المساحة التي سيشملها الامتياز الجديد ستكون في محيط ألف كلم مربع". وتنشط في السودان شركات تعدين صينية وماليزية وكندية تتولى التنقيب عن الذهب. وتعتبر المجموعة السورية الشركة العربية الوحيدة التي تعمل في هذا المجال في السودان كما انها باتت احدى الشركات العربية القليلة التي تستطيع استقدام تكنولوجيا حديثة للتنقيب عن الذهب والمعادن من مصادرها الاساسية مع القدرة على استخدام صور الاقمار الاصطناعية للاستفادة منها في تحليل المواقع الاستكشافية المحددة على جانبي البحر الاحمر. وأضاف السيد ابو شعر "تجربتنا في السودان اهّلتنا لامتلاك خبرة تشمل دراسة المواقع التعدينية في دول مجاورة مثل مصر وسمحت هذه الخبرة لنا بالاتجاه الى التفكير في الاستثمار في المجال التعديني ايضاً. واجرينا بالفعل محادثات مطلع السنة الجارية مع السلطات المصرية وتم اختيار مواقع لاجراء مسوحات وكشوفات اولية عليها انجزنا دراسة الجدوى الخاصة بها في فترة قياسية لا تتجاوز ثلاثة اشهر. ونحن نتوقع توقيع اتفاق بخصوص منحنا امتيازاً للتنقيب عن الذهب والمعادن المصاحبة في الاسابيع المقبلة". وذكر "لدينا ايضاً مشروع اخر في مصر للاستثمار في مقالع الرخام ذات النوعية الفائقة الجودة. وسيكون انتاج هذه المقالع موجهاً الى التصدير. واجرينا بالفعل دراسة لتصدير منتجاتنا من الرخام الى الاسواق الخارجية في الولاياتالمتحدة والسعودية وايطاليا ونحن في المرحلة الاخيرة من اتصالاتنا لضمان وصول منتجاتنا الى الخارج". وعن المشاريع الاخرى التي تنفذها المجموعة في السودان قال ابو شعر: "فكرنا منذ فترة طويلة في اقامة مصنع للاسمنت في هذا البلد نظراً الى الحاجة الملحة الى هذه المادة في السوق المحلية في ظل افتقاد السودان الى اي مصنع للاسمنت فيه وفي وقت تقوم فيه مشاريع كثيرة للبنية التحتية وتتواصل حركة البناء وهي كلها نشاطات تعتمد على الاستيراد الذي يستنزف العملات الصعبة من الاقتصاد الوطني ويحتاج الى النقل مسافات طويلة". وأضاف: "لهذا السبب نبعت فكرة اقامة مشروع في منطقة بورسودان لقربه من ميناء بورسودان". ويتألف المشروع من مرحلتين ويسمح لدى انتهائه ببناء مصنع بطاقة انتاجية تبلغ 600 الف طن على ان تبدأ المرحلة الاولى من الانتاج خلال 12 شهراً من الآن بطاقة تصل الى 200 الف طن. وستستخدم الطاقة الكهربائية والفيول في عمليات الانتاج الا ان المصنع سيلجأ على الارجح الى اعتماد الفحم الحجري لتشغيل الافران متى تم التوصل الى تصور نهائي في شأن كيفية استيراده من الخارج". وتبلغ مساحة الموقع المخصص للمصنع 25 الف متر مربع في المنطقة الحرة في بورسودان ولاية البحر الاحمر. والمشروع ملك لپ"مجموعة ابو شعر الدولية". وقال رئيس المجموعة "نحن لا نستبعد دخول شركاء محليين او عرب في هذا المشروع واخذنا موافقة الحكومة السودانية النهائية وموافقة الشركة السودانية للمناطق والاسواق الحرة". وتقوم الشركة السودانية للمناطق والاسواق الحرة التي اعطت موافقتها على المشروع قبل ثلاثة اسابيع "بالتقويم المكاني الشامل لمشاريع المنطقة الحرة في بورسودان استعداداً لتقديم تصور نهائي للتخطيط الخاص بها لاعداده للتعاقدات النهائية آخر الشهر المقبل وفق تصور يحدد مواقع مختلف انواع الانشطة من صناعية وتجارية وخدمية وغيرها". وذكر السيد ابو شعر ان المبلغ الذي رُصد للأكلاف في المرحلة الاولى يبلغ 20 مليون دولار "لكننا لم نحدد بعد الكلفة النهائية للمشروع التي ربما وصلت الى 40 مليون دولار". واضاف: "المشروع مجز اقتصادياً ونتوقع استرداد الاكلاف خلال ثلاث سنوات حسب دراسة الجدوى التي قمنا بها. وسيذهب انتاجنا الى كل المناطق السودانية على ان ننتج اسمنت بورتلاند الاسود وسنستورد في البداية بعض المكونات الكلينكر من السعودية او مصر او الدول المجاورة لتسريع عملية الانتاج ريثما يتم الانتهاء من بناء الافران بأكملها". وعن عدد العمال في المصنع قال ابو شعر: "سنستعين في البداية بخبرة اجنبية وسيكون عدد عمالنا المحليين 200 عامل سيرتفعون، كحد اقصى، الى 500 عامل لدى انجاز المرحلة الثانية". اما عن نقل شحنات الاسمنت "فسيتولاها التجار انفسهم مستخدمين لهذا الغرض خط السكك الحديد الممتاز الذي يشمل انحاء البلاد ويرتبط بميناء بورسودان مباشرة". وزاد "المعدات سنشتريها من الصين ووقعت عقداً بالفعل لشرائها وسيبدأ شحنها خلال خمسة اشهر من الآن وبعدها بأربعة او خمسة اشهر ستنتهي عملية تركيبها وتجربتها عملياً. وستكون الاعمال الانشائية تحت اشرافنا واشراف الشركة الصينية نفسها". وعن المشاريع الاخرى التي تنوي مجموعته القيام بها في السودان اجاب السيد ابو شعر "لدينا مشاريع عدة ننوي القيام بها في السوق السودانية ونحن نفاوض حالياً لاستثمار فندق السودان الذي تملكه الحكومة السودانية ولم نصل الى حل بصدده الى الآن. والفندق من فئة خمسة نجوم ويضم 140 غرفة وفيه مكاتب تجارية. كما نفكر في تنفيذ مشروع للتصنيع الغذائي. والفكرة قيد الدراسة حالياً ولم نتوصل الى قرار نهائي بصددها بعد وهي تتناول في شكل اساسي استغلال المواد الزراعية التي لا تتم الاستفادة منها لغياب وسائل التعليب والتعبئة المناسبة". واشار الى عمق العلاقات التي تربط سورية والسودان وقال: "ان شركة سياحية تابعة للمجموعة قدمت طلباً لفتح خط بحري منتظم بين البلدين" مشيراً الى ان شركة يملكها مستثمرون سوريون تدعى "الشركة السودانية - السورية" ستبدأ منتصف الشهر المقبل تسيير رحلة بحرية من اللاذقية الى بورسعيد وجدة وبورسودان ذهاباً واياباً والى ان هناك بواخر تجارية صغيرة تعمل بين السودان وسورية. وعن النشاطات "مجموعة ابو شعر الدولية" في سورية قال "نحن عائلة مشهورة منذ اجيال عدة في سورية في مجال صناعة النسيج وتخصصنا في صناعة المناشف والبياضات واغطية الاسرة ولدينا مصانع في دمشق تحوي احدث الآلات ويعمل فيها 140 عاملاً وانتاجنا موجه في اغلبه نحو التصدير الى دول الاتحاد الاوروبي لا سيما المانيا وهولندا وفرنسا وايطاليا، وكنا نصدر في البداية الى الدول الاشتراكية قبل انهيار الاتحاد السوفياتي. ونحن نعتمد في انتاجنا على مواد اولية وقطن سوري ولا نستورد اي شيء ما عدا بعض الاصبغة". كما تنفذ المجموعة مشاريع متنوعة في سورية بينها مبنى للمعارض وفق احدث المواصفات الدولية في المنطقة الحرة في دمشق. وتتولى شركة السياحة التابعة للمجموعة وكالة شركات طيران عدة بينها علاوة على "السودانية"، كل من "الصينية" و"الكينية" و"الكرواتية". وهذه الناقلات لا تسير رحلات مباشرة الى دمشق لغياب الجدوى الاقتصادية لها الا ان الشركة السياحية التابعة للمجموعة تتولى بيع بطاقات السفر على متن رحلاتها انطلاقاً من المنامة والقاهرة.