اعلنت ادارة الرئيس بيل كلينتون امس ان جهودها لاقناع اسرائيل القبول بمقترحاتها وأفكارها الرامية الى تأمين اعادة انتشار القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية تمهيداً لاستئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية وصلت الى "المرحلة النهائية". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن في جلسة مع الصحافيين العرب في واشنطن ان الادارة ترغب في نجاح العملية وانها عملت جاهدة لتحقيق حاجات الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ولسد الفجوات في موقفيهما. وأضاف ان الافكار التي عرضتها الادارة تهدف الى تأمين الحاجات الامنية المشروعة للجانبين بشكل عادل ومتوازن. وان الوزيرة مادلين اولبرايت مستمرة في التشاور مع الرئيس ياسر عرفات والجانب الاسرائيلي. وقال ان الادارة مستمرة في العمل لدفع الجانبين على القول "نعم للأفكار" علماً ان الجانب الفلسطيني قبل هذه الافكار من حيث المبدأ. وشدد على القول انه اذا تبين للادارة انها غير قادرة على اقناع الطرف الاسرائيلي القبول بمقترحاتها "سنعلن ذلك". ولكنه اوضح ان المسؤولين الاميركيين لم يصلوا بعد الى هذه القناعة. وزاد: "لكننا بتنا الآن في المحاولة الاخيرة وسيأتي اليوم الذي نبلغكم فيه ذلك". وكرر القول ان مهمة الادارة التوصل الى اتفاق وليس خلق مواجهة. ورفض الدخول في تفاصيل المقترحات، لكنه قال ان العناصر الأساسية فيها تبقى كما كانت ولا تغير فيها وانه جرى صقلها وادخال بعض الآراء "الخلاقة" عليها بهدف التوصل الى حل. وتابع انه اذا استنتج كبار المسؤولين من الرئيس كلينتون الى الوزيرة اولبرايت ان الافكار لن تحل المشكلة، عندئذ سنتوقف عن عملية "صقل" هذه الأفكار. وعرض بعض عناصر الأفكار وأبرزها انشاء بنية تحتية لمحاربة الارهاب وحجم عمليات الانتشار ووقف الأعمال المنفردة بما فيها بناء المستوطنات وكيفية الانتقال إلى مفاوضات المرحلة النهائية. مع الشرع ومن جهة أخرى، قال روبن ان الوزيرة أولبرايت بحثت مع وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع في موضوع قرار مجلس الأمن الرقم 425 وأهمية تحريك المسار السوري - الإسرائيلي ومسائل أخرى ذات اتصال بالعلاقات الثنائية بما في ذلك موضوع الارهاب. وأضاف ان الإدارة أكدت دعمها لتنفيذ القرار 425 و"نأمل بتنفيذ هذا القرار ... علماً بأننا نرغب في رؤية التقدم إينما حصل". وقال إن التقدم على المسار اللبناني أمر جيد للشعب اللبناني وللمنطقة ككل، و"نأمل بأن تجرى محادثات لتحقيق ذلك". وكانت مصادر مطلعة ذكرت أن المسؤولين في الإدارة أعربوا عن ارتياحهم إلى المحادثات التي أجراها الوزير الشرع في واشنطن الأسبوع الماضي، خصوصاً لجهة ظهور رغبة في تحريك المسار السوري - الإسرائيلي. وقالت هذه المصادر إن الجانب الأميركي سمع قليلاً عن هذه المسألة من الوزير الشرع ومن السيناتور جوزف ليبرمان الذي زار دمشق أخيراً بعد زيارته لإسرائيل. وقالت المصادر نفسها إن الموقف السوري لم يتبدل وإنما هناك رغبة في ايجاد وسيلة للعودة إلى طاولة المفاوضات.