} السيد المحرر تابعت عن كثب وعبر الصحف العربية الزيارات التي قام بها إلى بعض الدول العربية والإسلامية. وتابعت عن كثب تصريحات المرشد الروحي لحركة "حماس" الثورية التي ذكرتني بتصريحات قيادات بعض المنظمات الرافظة في مطلع السبعينات التي كان معظمها متحالفاً مع الأنظمة اليسارية الاشتراكية في أوروبا الشرقية وكانت تقاتل العدو الصهيوني. ذكرتني تصريحات المرشد أحمد ياسين بتلك القيادات المعارضة التي كانت تتهجم على قيادات منظمة التحرير الفلسطينية أو ما كانت تسميهم بالقيادات اليمينية. وشعرت بالحزن والاستياء من المرشد الروحي الذي اختار ان يذكرنا بالحقبة الماضية، لكي يتهجم على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية واتهامها بالتخلي عن القضية الفلسطينية. استغرب كذلك من أين جاءت حركة "حماس" وأين كانت هذه الحركة الإسلامية، عندما كانت منظمة التحرير الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية التي كانت تنضوي تحت إطارها السياسي والعسكري، تقوم بالعمليات الاستشهادية منذ عام 1965، داخل فلسطين وخارجها، أين كانت قيادات "حماس" عندما أعلنت حركة "فتح" النضال ضد هذا العدو الصهيوني؟! هل نسي شيخنا الجليل القيادات التاريخية التي كانت رمزاً للنضال الوطني الفلسطيني، أين كانت قيادات "حماس" اليانعة، عندما طاردت إسرائيل قيادات "فتح" واستشهدت على طريق الآلام من الشهيد أبو علي اياد وأبو جهاد وأبو اياد وكمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار وغسان كنفاني وعدد كبير من الكوادر التي ضحت بالغالي والرخيص من أجل فلسطين. هل يتذكر شيخنا الجليل الشهيدة دلال المغربي وغيرها من الشهداء الذين سقطوا داخل فلسطين وقاموا بأروع أنواع العمل النضالي والاستشهادي. كنت أتمنى ان يستمر الشيخ أحمد ياسين بمعارضته داخل الأراضي الفلسطينية، وأن يكف عن تعليمنا الوطنية. إن فلسطين ليست حكراً على أحد، كل منا يناضل من موقعه، ولا أعتقد بأن أحداً يستطيع المزايدة على أحد. فالتاريخ هو الذي سيحكم. إن الشيخ ياسين وحركته يستطيع ان يستمر في عمله، وان الشعب الفلسطيني هو القاضي والحاكم، وتوجيه الاتهامات طولاً وعرضاً من عواصم عربية وغير عربية هي موضة عتيقة جداً، والمستفيد هو العدو الصهيوني الغادر، وعلينا عدم اعطائه الفرصة للايقاع ما بيننا، وعلينا الالتزام بالأسس الصحيحة لمتطلبات شعبنا في هذه المرحلة، والتوقف عن التشكيك والاتهامات.